
الظل
هدى الشماشي
البارحة عثرت على دمعة كبيرة... كانت تبدو وحيدة جدا على تراب الزقاق المشمس. قلت لنفسي : قد تكون بصقة أو قطرة مطر...ولكنني قررت سريعا أنها دمعة مسكينة، ولا يجدر بي تركها للشمس والغبار.- عم كنت تسألني قبل قليل؟...أحدق به ولكنه لا يجيب ككل الظلال. يتمدد على الأرض بكسل فقط، ويترك لي عناء الوقوف والعمل...- أخبرتك أنهم حملوه إلى مكان بعيد. أمه أخبرتني بهذا وهي تعوي كحيوان جريح... قالت لي: أعده الآن، إنه ولدك.ولكنني كنت جائعا وخائفا. صحت بها: لقد مات وانتهى الأمر.كنت صامتا وكان التعب من يتحدث. سنوات طويلة ونحن نخبئ ابننا كثروة، ونناديه باسمه مرات عديدة حتى نصدق بوجوده...كَسَرَت صحنا على الأرض، ومزقت منديل...