الأحد، 11 نوفمبر 2012

من مقام الصدى إلى مقام العبادة حفل توقيع ديوان (صلوات للفضيلة وضوؤها دمي) للشاعر محمد ماني

من مقام الصدى إلى مقام العبادة
حفل توقيع ديوان (صلوات للفضيلة وضوؤها دمي)
للشاعر محمد ماني


د. محمد دخيسي أبو أسامة

تقديم:

يعتقد في كثير من الأحيان أن السير على النموذج هو تحصيل حاصل، بين التقليد والرتابة والإبداع بالوتيرة ذاتها؛ غير أن الأمر هنا يتعلق بسير تدرجي من أصل إلى فرع: "من مقام الصدى إلى مقام العبادة"، كما حددناه في العنوان، وهو دليل على كون الشاعر محمد ماني ينهل من نهر الحب والعشق والوله ما يعطر به فؤاده، ويضمخ به نصوصَه الشعرية.
في إطار حفل التوقيع الذي نحضره، ستقوم قراءتي على تقديم الديوان (صلوات للفضلية.. وضوؤها دمي) بناء على رؤية مزدوجة، من حيث ارتباطه بالديوان الأول (مقام الصدى) ، كما أن التقديم يلزمنا الإحاطة ببعض الخصوصيات المميزة للديوان مفردا.


1- التعريف بالديوان: العتبات:

1-1 - العنوان: 
سبق لي أن وضعت تحليلا للعنوان في قراءتي للديوان، وتنطلق من فرضيتين أساسيتين هما:
الفرضية الأولى: تأخذ مرجعا لها القصد الصوفي لدى الحلاج من خلال عبارته الشهيرة: "ركعتان في العشق، لا يصح وضوؤهما إلا بالدم)، حيث تعود القصة إلى ما قبل إعدامه حين بترت يداه ورجلاه، ففاجأ الجميع ممن حوله بمسح وجهه بالدم مستعملا يده المقطوعة، فسئل عن ذلك فأجاب بقولته المشهورة.
لذلك استطاع الشاعر محمد ماني أن يبني علاقة بينه وبين الحلاج، انطلاقا من تروية نفسه بالعشق الصوفي حينا، واستلهام الثورة الروحية للحب والعشق الأبديين.
الفرضية الثانية: (وذلك بالنظر دائما إلى العبارة الحلاجية) اعتبار الفضيلة رمزا للذكاء والنجابة والمزية كما شرحها ابن منظور في لسان العرب، وهي ضد الرذيلة، ومن ثمة تكون الصلاة للفضيلة، باعتبار الشاعر تواقا إلى كسب رهان الحياة النبيلة، وكسب رهان صداقاته وعلاقاته مع أفراد محيطه انطلاقا من معاملاته الحسنة دون اقتراف لأي رذيلة. ويبقى الوضوء بالدم دليلا على العشق اللامحدود، والحب الأبدي لكل إنسان مخلص.
الفرضية الثالثة: اعتبار (الفضيلة)، وهي هنا دون تعريف ب(ال)، لكن تعريفها ينبع من شخصيتها، ومسحا لصورة إنسان يعيشه الشاعر أو عاشه في وقت سالف. ويكون إذاك أيضا وضوؤه دما، لأنه يتكبد الآلام ولا يغنم إلا الصد والهجر والكتمان.


1-2- العناوين الداخلية:
تتوزع قصائد الديوان عبر إحدى عشرة قصيدة، تأخذ القصيدة الأولى عنوان المجموعة مبتورا (صلوات للفضيلة...)، والسبب يعود إلى كون النص يحمل دلالة الآخر أكثر من وقع الحال على الذات، بمعنى أن الشاعر خص النص للحديث عن الفضيلة في غياب لفعله الخاص، الذي يتجلى في باقي النصوص خاصة في قصيدته: (لها جمالها... ولي مجازها) فالمجاز إذن وضوؤه بالدم، وتنازلُه عن تواضعه في سبيل أن يكسب عطف الآخر أو الأخَرَيْن إن صح التعبير.
تحمل باقي النصوص عناوين إيقاع الحب والعشق، دون أن ننسى أولوية تاء التأنيث في شعره، سواء حكيا أم تعبيرا أم إيحاء أم إهداء (إلى أمينة المريني.. مثلا).
1-3- العتبات النصية:
تأخذ النصوص التقديمية في الديوان شكلين اثنين:
تقديم تعريفي، في مقال الشاعر والأستاذ محمد علي الرباوي، الذي حاول تصنيف شعر الشاعر محمد ماني وفق الرؤية والمنهج والوظيفة، انطلاقا من كونه يقول شعرا يجيش في صدره، فيعبر عن ألقه وحبه مانعا غيرَه أن يستظل بظلها.
ثم قراءة تقديمية تعبر عن فحوى النصوص، ومقارنتها بباقي نصوص الشاعر في الديوان الأول (مقام الصدى)، ثم البحث في بعض الأسس الفنية والجمالية في المجموعة الشعرية من خلال سمات الخطاب والإيقاع والبنيات الدالة والدلالية، وهو ما قدمت به الديوان.
1-4- اللوحة التشكيلية: 
أول إشارة تتعلق بالألوان المستغلة في غلاف الديوان، فلو أمعنا النظر لوجدناها لونا واحدا متدرجا بين البني بدرجاته، والأزرق بسكونه البحري، والليل بسواده، كل ذلك تجمعه صورة المرأة المقنعة، ولعل القناع دليل على قصد الشاعر إخفاء صورة المرأة في شعره، كما يخفيها في ظلال حياته. وثاني إضاءة هي الإشارة الضوئية التي تخترق صدر المرأة كما يخترق الشاعر قلبها ويضمخه بدمه وعنفوان ريحه.
1-5- النصوص الفرعية: 
لم يبق أمامنا غير النصوص التي اختارها الشاعر كي تكون مفتاح قراءة شعره، وقد تشكلت من عبارات صوفية وأشعار تعبر عن الحب والوله والعشق الصوفي.

د. محمد دخيسي أبو أسامة أثناء مداخلته 
في حفل التوقيع 

المرايا... فكرتنا المعتمة / علي احمد -المغرب -

المرايا... فكرتنا المعتمة


علي احمد -المغرب -


المرايا....
لم ترانا في فكرتنا المعتمة
شيء له معنى كالضوء،
تستتر كما تستتر الحروف في الأبجدية
و تعبد لنا طريق الهدايا.
المرايا...
لم تكن فكرتنا الممكنة
تغار على سرير حبيبين
منقوصان من الاسم و الرمز
لا نشيد لنا و لا هوية
مشتتون على الفضاء النسائي
كصراخ الولايا.
المرايا...
كانت ... ما سبق من فكرتنا 
عن الثلج...أبيض أم أسود؟
تاريخ متكرر في كتب الجغرافيا المدرسية
شهوة الرجال في أزقة الكبت
و أنت....
لا تفسدي ما تقوله الحكايا.
المرايا...
هل ترانا...
أم تستخف بنضرتها الثاقبة،
كل شيء جامد...
حجرا كمذاق الليمون
كوخزة شوكة الورد في الخاصرة،
كل شيء جامد...
هامد كنار تحت تبن...
يوزعنا شظايا.
المرايا...
قالت ... إن الحب فكرتنا المعتمة
ما الحب..؟؟؟
شيء خارج التجربة...
هل ستصدقنا المرايا
داخل كينونتها الخائبة؟؟
قالت...
قلت...
المرايا لم ترانا في فكرتنا المعتمة
شيء له معنى كالضوء.

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م