
الأفيون و الذاكرة(تابع) -3-
للروائي يحيى بزغود
موسم الهجرة
كان رجال الثورة في القطر الجزائري قد أشعلوا فتيلها منذ نوفمبر
1954، ومع تطور الأحداث هناك اضطُرَّ كثير من المواطنين إلى النزوح من الغرب
الجزائري في اتجاه شرق المغرب.
ولم تكن مدرسة "هوارة" قادرة، بحجرتها الوحيدة على
استيعاب الوافدين الجدد، فضلا عمَّن وصلوا سن الدراسة من أبناء الدوار، لذلك بنيت
على عجل، خلال عطلة الصيف، حجرة ثانية ومسكن للمعلم، فيما تُرِك المسكن السابق
لشخص يُدعى الطاهر؛ كان ، في ما يبدو، منسِّقا لجبهة التحرير الجزائرية في تلك
الجهة، إذ كثيرا ما كان يأتي متثاقلاً، متمايلاً بسبب عرجٍ في إحدى قدميه، ليبلغ
بعض النازحين ممن يقطنون بالضيعة أو بجوارها، بأمر...