الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

حوار مع، نجمة مغربية متألقة في سماء المغرب

حوار مع، نجمة مغربية متألقة في سماء المغرب


أجرى الحوار /الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
  ضمن مجموعة الحوارات، واللقاءات الثقافية والتعريفية، التي اقوم بها منذ فترة طويلة، وبشكل متواصل، مع مجموعة من السيدات العربيات، في دول المنطقة العربية، من المحيط الى الخليج، اتناول في هذه اللقاءات، بشكل عام، دور المرأة العربية في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدمها، ونيلها لحقوقها، إضافة، الى معرفة الدور، والنشاطات الشخ
صية التي تقوم به، المتحاوَرُ معها، على الصعيد الشخصي والاجتماعي، كان لقائي هذه المرة، في هذا الحوار مع سيدة مغربية، في العقد الثالث من عمرها، شاعرة، وان لم تعترف بنفسها شاعرة بعد، وممثلة، وممثلة مسرح، وان لم تعترف بكونها ممثلة بعد، تتَّصفْ بالذكاء، والثقافة العميقة والواسعة، وشخصيتها متزنة ومتوازنة، تعرفُ ما تقوله بشكل جيد جداً، تنتقي كلماتها بكل دقة، وَرَوية، تفهمُ مجتمعها جيداً، وكيفية التعامل معه، تتمتَّعُ بروح وطنية وقومية عالية، عيونها ترنو نحو فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، على الرغم من كونها مغربية الأصل، لكنها تقول، بأن عروقها تجري بها دماء فلسطينية، إنها الشاعرة المتألقة والمبدعة والخلاَّقة، السيدة دنيا الشدادي، حيث كان اول اسئلتي لها هو:
  سؤال :من هي السيدة دنيا الشدادي ؟؟؟
جواب :دنيا الشدادي، سيدة مغربية أَعمل مراسلة لمجلة اصيلة الادبية، واعمل ممثلة مسرحية، و اكتب شعراً وخواطر، حاصلة على شهادة الاجازة بالدراسات الانجليزية. وتجري في عروقي دماء فلسطينية. وكتبت تقول:
هاهم قد عادوا ونقضوا العهود...كيف وثقنا بهم؟؟؟ والاسم يهود، سنقطعُ الشريان، ونسقي الثرى...حتى تُبْعثُ القدس، وانتمْ شهود، دَمُنا والروح فدا الأقصى، نذودُ عنه، فَللهِ جنود، ألا أَبلغوا البرايا عنَّا، بأنا رغمُ العِدى أُسودْ، لا نخشى الرَدَّى وَوقْعِ المنايا، ولا نَعْبأُ لجيش إسرائيل له تقود، سنواجه الغرب، مَعْشرُ القرود، حتى تَخفقَ رايةُ الأقصى وتَسودْ، لله درُّها فلسطين وُلودْ، موطنُ الرجال، فخرُ الجُدودْ.
سؤال :هل ممكن القول ان دنيا شاعرة، وهل لك كتب او دواوين شعر مطبوعة او منشورة ؟؟؟
جواب :انا لا اعتبر نفسي شاعرة، او كاتبة، انا فقط اترجم ما احس به، وما ينبض به مجتمعي، الى كلمات وحروف. انا الان، بصدد تجميع قصائدي وأعمل على كتابة اخرى جديدة، استعداداً لنشر أَول ديوان لي الصيف المقبل ان شاء الله، كما انه لي قصائد منشورة بمجلة اصيلة، وبعض المنتديات، على الشبكة العنكبوتية. لو اردتُ ان أُحصي قصائدي القديمة والجديدة، فلن انجح في هذا، لأنها كثيرة العدد، فأنا اكتب منذ سن المراهقة، لكن، بالنسبة للديوان المنتظر، فهو على وشك الجاهزية والطباعة.
سؤال: ما هي الأفكار والمبادئ والقيم، التي تؤمن بها دنيا، وما هي هواياتها ؟؟؟
جواب :انا اؤمن بمبدأ العدالة ومبدأ المحافظة على حقوق المرأة وحريتها، دون المساس بكرامة الرجل وحقوقه، مؤمنة حقاً، بقوة المرأة في ادارة شؤونها، وشؤون بلدها، إذا ما أعطيتْ لها فرصة حقيقية، مؤمنة بدور الأُمومة، في تربية اجيال صالحة، يعتمد عليها، اضافة الى كتابة الشعر والخواطر، وأحب المطالعة، والسفر، دون ان انسى نشاطي في المسرح، الذي ازاوله فعلياً.
  سؤال :هل يمكن القول ان دنيا شخصية قوية وصريحة وجريئة، وما رايها في الحب، وهل تؤمن به ؟؟؟
جواب :يمكن ان اقول، ان شخصيتي تسمح لي باكتساب حب واحترام الاخرين، وصراحتي، لا تتعدَّى حدود احترام الآخر، الحبْ إحساس يولد معنا بالفطرة، لولا الحب، لما استطعنا رؤية الاشياء الجميلة في حياتنا، ولولا الحب، لما استطعنا تحمُّل اعباء حياتنا، الحب، وسيلة ودافع للعيش.
قالت ارجو ان تقرأ كلماتي هذه:
أغصان عِشْقكَ مولايْ، تتمايل مع الرياح، وغرف قلبك، تأويها المتسكعات، على أَرصفة الحب،
من شبيهات النساء. وتابعت تقرأ بقصيدة أخرى:
لن أكرْ، لن أتقهقر، لحظاتُ قربك، ضربٌ من السحر، والروح عند قدميك، لا تُدرك أين المفر،
ضُمَّني إليك، كن لي وطناً، أو منفىً، أو أسْراً، لا يَهُم، لكن، كن لي قَدَراً.
سؤال :ما هي نظرة دنيا للمرأة المغربية وثقافتها، وطموحاتها وأحلامها ؟؟؟ هل حققت طموحاتها وأحلامها، وما هي المشاكل التي تعترضها في مسيرتها ؟؟؟
جواب :المرأة المغربية، اثبتت وجودها وفرضتْ كينونتها في جل الميادين الثقافية، والحياتية بعد اعادة النظر في بنود مدونة الاسرة، المرأة المغربية بلغتْ اعلى المراتب، وتقلدت اهم المسؤوليات، هذا لا يعني انه لا توجد مشاكل تعترض مسيرة المرأة المغربية، لكن نحن نناضل في جميع الميادين، الثقافية منها والسياسية وااجتماعية.
سؤال: ما هو رأي السيدة دنيا بالثقافة الذكورية في المغرب، وفي الوطن العربي بشكل عام، والتي تقول ان الرجال قوامون على النساء، وان المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي اهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، وما ولَّى قوم امرهم امرأة، إلا ذُلَّوا وغيرها من الأفكار الرجعية ؟؟؟
جواب :انت قد جاوبت على سؤالك، بآخر جملة فيه، هي افكار تحتاج الى مراجعة.
سؤال: هل تعتقد السيدة دنيا ان الحكومة الاسلامية في المغرب، سوف تنصف المرأة، خاصة لا يوجد في الحكومة المغربية سوى وزيرة واحدة ؟؟؟
جواب :والله انا اتحفظ على كلمة حكومة اسلامية، المغرب بلد اسلامي، وكل الحكومات التي تعاقبتْ عليه، هي اسلامية بطبيعة الحال، لكن عموماً، لا زلنا نأمل من الحكومة الحالية، ان تهتم اكثر بوضعية المرأة، وحقوقها، وإعطائها فرصا اكثر لإثبات وجودها، ومسالة وجود وزيرة واحدة في التشكيل الحكومي، كانت مخيبة للآمال صراحة، في الوقت الذي كنا نبحث عن وجود اكبر واهم على الساحة السياسية، نفاجأ بهذا (الإقصاء) من التشكيلة الوزارية.
سؤال :هل تؤمن السيدة دنيا، بلبس الحجاب والنقاب، وفرضه على المرأة المغربية ؟؟؟
جواب :الحجاب، على حد معلوماتي الدينية، فرض على المرأة المسلمة، شئنا أمْ أبينا، اما بالنسبة للنقاب، أَعتبره فضلاً، وليس فرضاً، يعني تؤجر المرأة عليه، ولا تعاقب لتركه، بالنسبة لفرض الحجاب على المرأة المغربية، فانا لم اسمع بهذا من قبل، نحن في بلد يضمن لنا حرية اختيار ملابسنا، طالما لا تخدش الحياء العام.
سؤال: كيف تقيِّمْ السيدة دنيا الرجل المغربي، ونظرته للمرأة المغربية، وتعامله معها، وهل انت راضية عنه ؟؟؟
جواب :الرجل المغربي، هو نفسه الرجل العربي بكل ايجابياته وسلبياته، لكن اذا اردت رأيي عنه، فسأحكم عليه من منطلق معرفتي بوالدي (رحمه الله) وزوجي، والدي كان مثالا للأب الحنون المربي، والأستاذ المتفتح، كان يحترم المرأة، ولا يحجر على افكارها، هكذا تربَّيتْ في ظل هذا الرجل المغربي، اما بالنسبة لزوجي، فقد تركتُ بيت والدي وأنا لم انهي دراستي بعد، فوجدتُ في زوجي، نعم المشجع، وأول المعجبين بكتاباتي، والداعم الاول لممارسة هواياتي، من شعر ومسرح الى غير هذا، هذا هو الرجل المغربي، الذي عايشته أنا، اعرف انني محظوظة اكثر من غيري في هذا، إلا أنني لا انكر ان هناك من الرجال، من يستهزئ بأمور كهذه، ويعتبرها مضيعة للوقت، وميوعة تُخل بالأدب، وغير ذلك، لهذا قلت لك، ان الرجل المغربي لا يختلف عن باقي الرجال العرب في شيء.
سؤال: هل يمكن القول ان السيدة دنيا متحرَّرة اجتماعياً، وتُؤيد حرية المرأة المغربية، اجتماعياً واقتصادياً ؟؟؟
جواب: يمكن ان اقول هذا بفخر واعتزاز، وأنا من النساء اللواتي تنادي بحرية وتحرر المرأة اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، دون المساس بحرية الرجل وكرامته. وهذا ما كتبته عن الحرية:
أختار اليوم حريتي، أختار اليوم لونا يطوقني، فطوبى لمن يرصدني أكذوبة، كي أتنفس بعشقه السل، ولا أجد فيه تفاصيل شكلي، أين أنت من عناد الليل، وقسوة أعلام، لا تعرف قيمة الارض، أتساءل، هل أنت حيْ، أَمْ محنط بمراسم الوداع، فالغيم في الماء مات، والحكايات منهكة على سرير النهاية، تسترق منك السمع، أي قدر جاء بك إلى دربي، يا تائهاً بين الكر والفر، لتزهر من يأسي قوس قزح، وتدفن حلمي حيث لا أدري، قصتنا قشرة موز، أغنيتنا بلا إيقاع، وبعلة الشعر، لازلتُ أقاتل فيك صبري.
سؤال : انت قلت انك ممثلة، وممثلة مسرح، هل يمكن القول انك ممثلة محترفة، وما هي أَهم الأعمال التي قمت بتأديتها ؟؟؟؟
جواب :كنت عضوة في المسرح الثانوي، والجامعي، وانا الان ممثلة مع فرقة مسرح مبادرات، بمدينة وجدة، قمت بأداء العديد من الادوار، وأنا الان اعمل على مسرحية جديدة، ستعرض بمهرجان الشارقة، بالإمارات العربية المتحدة الربيع القادم، إلا انني لا استطيع ان اقول عن نفسي انني ممثلة محترفة، فانا اصغر من هذه التسمية.
سؤال :انت قلت بأنك تعملي مراسلة لمجلة أصيلة المغربية، هل لك ان تعطينا نبذة عن مضمون هذه المجلة، وصدورها وأهدافها بشكل عام.؟؟؟
جواب :مجلة اصيلة الادبية، هي مجلة الكترونية، تُعتبر حُلماً قد تحقق للمرأة المبدعة العربية، انبثقتْ عن شبكة دار الادباء الثقافية، وهي مجلة شهرية، تهتم بالارتقاء بإبداعات المرأة المعاصرة، في مختلف الميادين الادبية، والإعلامية والتربوية، هي مجلة المرأة المبدعة، من المحيط الى الخليج، ومن اهدافها نشر الأدب النسائي العربي، بكل توجهاته، والاهتمام بالدراسات الأدبية، والنقدية التي تعين في توجيه الاديبة العربية، وتصحيح مسارها الأدبي، والتعريف بالأصوات النسائية، وجهودها وعطاءاتها في الساحة الأدبية العربية، من خلال حوارات صحفية. وأخيراً و ليس آخراً، نشر أخبار أدبية متنوعة، وتغطيات صحفية، لأبرز الأنشطة والفعاليات، التي تسمو بالأدب النسوي.
سؤال :لاحظت في صفحتك، ان معظم كتاباتك وأشعارك، عن القضية الفلسطينية، ما هو السر وراء ذلك ؟؟؟؟
جواب :اعتبر القضية الفلسطينية قضيتي بامتياز، فانا إن كنت مغربية الاصل، والتربية والمنشأ، ولكن في دمي تجري دماء فلسطينية، تنزف شعراً على الورق، كلما تألمتُ لما يحدث هناك، حبي الكبير لفلسطين شيء لا يمكنني التعبير عنه، فالحروف الأبجدية، الثمانية والعشرون، لا تسعفني في التعبير، ووصف ما يخالجني تجاه فلسطين والقضية. وقرأتْ تقول من بعض كتاباتها:

في المطار ...وفي طابور الانتظار، كنا كقطيع الاغنام !! تارة إلى اليمين ... وتارة إلي اليسار
هناك.. عرفت اني فلسطيني، من وثائق السفر، واستقبال بتأفف وضَجَرْ، عرفت اني فلسطيني
من الأبواب المغلقة ...والتهم الملفقة، والأمور المعلقة ..!!تأكدت أني فلسطيني، غريب أنا ... وبلا هوية، وبلا ذنب..سوى .. أني فلسطيني !!قضيتي ... التجارة الرابحة، ووجودي ... المصيبة الفادحة، شبعت من الوعود، وما زال اليوم مثل البارحة، أنتظر اعترافاً، بأني فلسطيني، حدود وطني ضائعة، كقرارات مؤتمراتنا المائعة، وتلك هي الفاجعة !! وتتجدد القضية، شهيد تلو الشهيد، وفي كل يوم ... هناك المزيد ولا جديد ..سوى التنازلات العربية !!
سؤال : ما احلام وطموحات السيدة دنيا التي ترغب بأن تتحقق ؟؟؟
جواب :اول حلم وأمنية غالية، ارجو ان تتحقق، هي ان ازور المسجد الاقصى المبارك، وآخذ حفنة من تراب الارض المباركة، طموحي ان يصير اسمي من الاسماء التي اذا ذكرتْ، تُذكرْ بكل خير، وان اترك اثراً طيباً من بعدي، والقى الله لقاءاً حسناً. قالت أخيراً، هذه قصيدة بعنوان :ذكريات قبل ما الرحيل، ارجو ان تنال اعجابك:
حبيبي قبل الرحيل، دعني أرى وجهي بعينيك، دعني أسمع صدى انفاسك، وأشم بقايا عطرك على الطوق الازرق، لا تقلُّي سنفترق، بل قل سنلتقي، حتما سنلتقي بعد الاشتياق، وستحكي كعادتك عن العمل و الارهاق، وسأحكي أنا عن لوعة الفراق، وسنتذكر معا هذه اللحظات، وهذه الكلمات والهمسات، حينئذ، ستصبح مجرد ذكريات، ذكريات ما قبل الرحيل.

انتهى موضوع:
حوار مع، نجمة مغربية، متألقة
في سماء المغرب،

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م