الخميس، 7 مايو 2015

سياق النص ونص السياق عند أحمد حضراوي


سياق النص ونص السياق
عند أحمد حضراوي


د. محمد دخيسي أبو أسامة


تقديم:
لا يمكن الحديث عن رواية (عصابة شيرين والببلاوي)[1] دون الخوض في سياقها العام، سواء مع سابقتها (في شراك أحمد بخيت)[2] أم مع لاحقتها (شيشنق الأمازيغي الذي حكم مصر)[3]، كما لا يمكن الفصل بين سياق الشخصيات ومسير المبدع ذاته (أحمد حضرواي)؛ وقد تلازمت الأدوار والأحداث كلُّها لتُشَكِّل ثلاثيةً بارزة، ورؤيةً ثاقبة للوضع العربي عامة والواقع المصري خاصة..
لذلك ستكون هذه الوقفة القصيرة خلاصة لبعض الملاحظات والاستنتاجات الخاصة التي كونتُها حول هذا النسيج السردي، وقد قسمتها إلى:
- قراءة في ثلاثية الصراع.
- سياق النص السردي وأبعاده.
- الشخصية السردية وتجلياتها الثلاثة.

1- قراءة في ثلاثية الصراع:
قبل البدء لا بد من تسجيل بعض الملاحظات المهمة،
أولا: أن هذه الرواية هي الجزء الغيرُ المنشور في الرواية الأولى، وذلك لأسباب تقنية متعلقة برفض صاحب دار النشر التنوير طبعه، مما جعل أحمد حضرواي يصر على إعادة طبعها ضمن عمل منفرد بعنوان (عصابة شيرين والببلاوي). وقد أشار في نهاية الرواية الأولى إلى ذلك بلفظ (يتبع).[4]
ثانيا: أنني كنت قد وضعت مقدمة للعمل الأول تضمن إشارة واضحة إلى تجنيسه، باعتباره يشكل نظيرا لمحضر رسمي يمكن أن يوثق للحظة دفاع أو اعتراف.. وهو الأمر ذاته الذي يمكن أن نُقِيمَه ونحن نقرأ النص الحالي. وأشير هنا إلى أن العنوان الأصلي للرواية كما وصلتني قبل نشرها هو (في ضيافة الناشر أحمد بخيت)[5]، وهو لا يعكس طبعا أحداث الرواية عامة. لأن الشِّراك أكثر تخصيصا وتعبيرا، والضيافة هنا ترمز إلى المعاملة التي نالها الكاتب أثناء إقامته (الجبرية) بمصر. وهذا ما جعل المؤلف يضيف عبارة سيرة حلم مصري، فيجعل الرواية من نوع السيرة الذاتية التي ذهبت ضحية حلم غائر في أدغال مصر.
ثالثا: اعتراضي المبدئي على نشر الرواية (عصابة شيرين والببلاوي)، وقد أخبرته بموقفي حين اطلاعي عليها مخطوطا، وذلك لسببين:
أولهما: أن الاستمرار في نسج خيوطِ الصراع الحضراوي/ المصري منحى قد يغيِّبُ في الكاتبِ الجوانبَ الإبداعية الشاعرية.
ثانيهما: التشهير بأعراض الناس والأسرارِ الأسرية التي تؤدي في الغالب إلى مشاكلَ اجتماعيةٍ وتشتيتٍ لأسر سواء كانت حقيقيةً أم تخيُّلِية.
رابعا: إدراج لقضايا عامة، وأخبارٍ سياسية وثقافية وتطويعُها لتكون أداةً ووسيلة لتطعيم المواقف الشخصية، كقضية أماني الخياط الإعلامية المصرية التي أفصحت عن نيات مصرية اتجاه المغرب وسمعته.[6] أو قضية البوعزيزي في تونس،[7] وزيارتِه المتكررة لميدان التحرير؛ ليربط بين هذه الأحداث فيعرضَ موقفه مما تم تداولُه حول "الربيع العربي".
خامسا: توقيع العمَليْن الأوَّلَيْن ببيانٍ توضيحِيٍّ، وهو دليل أيضا على كون المؤلِّف يوثق لهما ببصمة قانونية.
وفي هذا الإطار نشير إلى أهم الاستنتاجات المستخلصة منهما:
البيان الأول[8]
البيان الثاني[9]
رسالة خاصة إلى أحمد بخيت
رسالة موجهة لكل المثقفين والمبدعين المصريين
الظروف: دفع مبالغ مالية لأحمد بخيت لنشر مجموعة من الدواوين، وعقد شراكة دار كليم للنشر
استلام الببلاوي مبالغ مالية قصد إنشاء جريدة الكترونية وورقية والمشاركة في إنتاج فيلم..
تحديد أجل التسديد
تحديد أيضا أجل التسديد
وعيد بنشر الرواية التي تفضحه
وعيد بنشر الرواية التي تفضحه
توثيق الاتهامات بالأدلة
توثيق الاتهامات بالأدلة
النتيجة: نشر الرواية
النتيجة: نشر الرواية

سادسا: تلقي الكاتب تهديدات من الشاعر أحمد بخيت، ووعيده بالانتقام، وقد وقفت إلى جانبه الشاعرة المقيمة ببلجيكا التي كان يظنها أحمد حضراوي طفلة بريئة.[10]
سابعا: خيبة أمل الببلاوي وانهياره ووقوف زوجته إلى جانبه دافعة كل الاتهامات الحضرواية جانبا..
نقف عند هذه الملاحظات لنؤكد أن أحمد حضراوي عارف بالمسؤوليات القانونية تجاه وضعيته درءا لكل مكروه، ومسلح بالأدلة والبراهين التي تثبت صحةَ ادعاءاتِهِ، وقد قدم نُسَخا منها لدار النشر التنوير حتى تَقْبَلَ طَبْعَ الرواية الأولى التي لم تصل منها إلى نسخةٌ واحدة، والباقي تم التحفظُ عليه بأعذار مختلفة موضوعية وذاتية..

2- سياق النص السردي وأبعاده.
شكلت رواية (عصابة شيرين والببلاوي) علامةً بارزة على صراع خفي يعيشه المؤلف أحمد حضراوي. كان من ورائه حلمُه الموضوعي الذي يمكن أن يطمح إلى تحقيقه كلُّ مواطنٍ عربي راغب في زيارة مصر والتملي برؤية حاراتها ومواطنِ تميزِها ومآثرها و.... غير أن المؤلف اصطدم منذ البداية بمجموعة من المشاكل ذكرها بالتفصيل في روايتيه، وكان أبرزُها فوضى المكان وعنفَ الإنسان وتردي الأوضاع الاجتماعية والأسرية وتشتتَ الأواصر الأسرية وانتفاءَ الأخلاق والمبادئ الدينية وغيرَ ذلك مما يُندى الجبينُ لذكره..
ما زاد من توتر العلاقة بين البطل ومصرَ عامة مُمَثَّلَةً في بعض مُواطنيها خاصة؛ هو الاختلاس المالي الكبير الذي تعرض له باستدراجه إلى إنشاء دارِ نشرٍ وهميةٍ أو جريدةٍ لا وجود لها إلا في مُخَيِّلَتِه أو إنتاجِ فيلم يكون بطلُه المؤلفَ الذي استُغفِل وحيكت حوله المؤامراتُ لاستخلاص مبالغَ ماليةٍ منه.
الروايتان معا، سيرةٌ ذاتية يقف فيها المؤلف/ البطل موقف الواصف لحيثيات زيارته مصر ومكوثِه بها زمنا ليس بالقصير، ولم يكن واعيا بواقعه إلا بعد أن انقلب عليه المِجن، لذلك نجد أن السرد أخذ سياقا خاصا وهو الاسترسال في الحديث وحكيُ الوقائع بالتفصيل كأنه يشارك الآخرين موقفَ التصدي والدفاع، لذلك أَعْتَبِرُ الروايتين شريطا موثقا بالصورة والصوت لأحداثَ ووقائعَ حدثت وانتهى أمرُها، وتم توثيقُها بعد انتهاء أجلٍ حُدِّدَ في شهر لكِلا المتهَمَيْن، وقد كان للمحورِ الخطي زمنيا ومكانيا دورٌ في تثبيت دَور البطل الذي كان يقر في كثير من الأحيان أنه ذهب ضحيةَ سذاجةٍ وحسنِ نيةٍ وكرَمٍ مغربي.
إلى جانب هذا السياق، نشير أيضا أن الصراع العام الذي نشأ عن صراع شخصي لم يكن إلا ليزيد من موقفِ عداءٍ لمصر بكل أمصارها وأنحائها، بالرغم من أن الكاتب يؤكد أن موقِفَه منحصِرٌ في عينة من أبناء مصر ممن خانوا العهد والأمانة وشككوا في قدراته وتآمروا عليه ليطيحوا به في شراك الخيبة والانتكاسة.
بدأ سياق النص، أو نص السياق انطلاقاً من رواية (في شراك أحمد بخيت)، فتشكل في صورة الصراع مع أحمد بخيت الذي تطور ليأخذ مساراتٍ خارج الحدود، وتمثلت سلطتُه في بسط نفوذٍ قوي على المحيطين به خاصة من جنس الإناث اللائي كنَّ يوظَّفْن لخدمته والدفاع عنه؛ وهو ما نلاحظه مع المبدعة الجزائرية القادمة من فرنسا.[11] وقد استمر هذا الصراع مع الببلاوي وزوجتِه وعائلتِها حين فكر في تأجير شُقَّةِ والدِها والقيام بكل الإصلاحات اللازمة حتى تكون مكتبا جديدا لجريدة (نجوم الإبداع). وتَمَثَّلَ الصراعُ في الحيز الثاني في دخول الببلاوي مفاوضات لمحاولة تسوية الموقف وحلِ المشكل، مما دفعه كما يؤكد الكاتبُ إلى استغلال كلِّ المنافذ المحتملة والممكنة والمستحيلة لفك هذا الصراع.
لذلك فسياق الأحداث كان ذا أبعاد خطيرةٍ، ولَزمَ تضحيةً بكل شيء لتصفية الأجواء، ومما يشير إليه المؤلف في روايته الثانية هو كونُ الصراعِ كان خفياً ليتحولَ إلى قضية عربية وتصريحاتٍ في صفحاتِ التواصل الاجتماعي وبعضِ المنتديات والمواقع.
أما الرواية الثالثة (شيشنق) فتطورَ الصراعُ ليَسْتَغِلَّ فيه الكاتبُ المعطياتِ التاريخيةَ الرسمية والافتراضية، وليستغل شخصيةَ شيشنق الأمازيغي الذي ترعرع في مصر، لكنه انسلخ عن مجتمعه ليَفِرَّ لليبيا حيث يجد أنصارَه، فيجهزُ جيشا أمازيغيا مُكوَّنا من فصائلَ مختلفةٍ من ليبيا والمغرب وغيرِها وتلتحقُ به ابنةُ فرعونَ تينشيف (الأسرة الواحدة والعشرون) هاربةً من بطش ذوي القربى وظلمهم ومزكيةً لموقف حبيبها شيشنق؛ فيعود غازيا مصرَ ويدخلها فاتحا بمبادرة من بيزوسينس (فرعون)، وهي السنةُ التي يبدأ فيها التقويم السنوي الأمازيغي أي حوالي 950 قبل الميلاد. وبالعودة إلى المصادر التاريخية نجد ذكرا له، غير أن الكاتب استغل المتخيَّلَ السردي ليضيف وقائعَ وينسجَ حكاياتٍ عن علاقات عاطفيةٍ وعلاقاتِ عداوةٍ وانتقام وجحود وغيرها من المواقف التي تجعل المتلقي يتابعها وإحساسُه يُقَوِّي لديه فكرةَ واقعيةِ الأحداث، ويجعلُه في كثير من الأحيان يتخيل أنه يتصحفُ موسوعةً تاريخية للأمازيغ وأصولِهم.
ونشير في هذا الصدد أيضا أن أحمد حضراوي بذل جهدا في جمع معلومات تاريخيةٍ، وابتدعَ كثيرا من الأحداث والوقائع والمتخِّيلات السردية ليلملم الأفكارَ والأساليبَ المناسبة، غير أن الأمر يُلزمنا التصريح بكون الرواية تدخل في إطار الصراع مع عينات من الشعب المصري، وهو ما يقوي فكرتَنا السابقة وهي بذلُ جهدٍ في قضايا ربما لو استغلها في تأليف روايات ذاتِ نمطٍ آخر لكان أجدى. ولعل هذه الالتفاتةَ دافعةٌ للبحث عن تحولات الشخصية السردية في الروايات الثلاث.


3- الشخصية السردية وتجلياتها الثلاثة:
نقف حينا عند شخصية البطل في الروايات الثلاث، ونحددها بناءً على مقولات المسار السردي في الرواية، حيث سنُحَوِّل الحديثَ من العلاقات بين العامل وباقي العناصر إلى علاقة البطل ومكوناتِ الحدث الروائي..
العلاقة الأولى: شخصية الحدث، ونقصد بها البطلَ في الرواية الأولى (في شراك أحمد بخيت) المتمثلَ في المؤلِّف نفسِه، حيث يشكلُ حضورُه فعلاً قويا في مسير الحدث. ويقوي من علاقته بباقي شخصيات الرواية مما يجعله يتابع مسيرَ تحركاتِه بتفاصيلَ دقيقةٍ تصل أحيانا حدَّ التورط في تمثيل المواقفِ الشخصية والنفسية للتعبير عن سلوكات أفضت في غالب الأحيان إلى سوءِ فهمٍ أو سوء تدبير.
فالبطل (أحمد حضراوي) شخصيةٌ في هذه الرواية وهو الحدثُ نفسُه الذي يغَيِّر من المسارات السردية، لذلك فتحوُّل إدراكاتِه مؤشرٌ على تحوُّلٍ في بنيةِ النص الأصلية. فحين كان يقِرُّ في بداية الرواية بإعجابه الشديد بأحمد بخيت شاعرا وناشرا وشخصية، وإعجابِه بمصر بِنْيَةً وثورة ورجالا، ثم إعجابِه بالببلاوي الذي اعتبره في بداية الأمر أخا وصديقا معَوِّضاً  للخسارات النفسية والمادية؛ فحين ذاك كلِّه كان المتلقي مبتهجا بهذا المسار. لكن بعد تحولِ الشخصيات والفضاءِ المكاني وخلعِ الأقنعة وبروزِ الأدوار الحقيقة للشخصيات؛ تحولت شخصيةُ البطلِ، ومن ثمة تغيرت الأحداثُ وسارت مسيراً مضادا.
العلاقة الثانية: حدث الشخصية، إذ يستعرض الكاتب في الجزء التابع للرواية الأولى وقائعَ مرتبطةً بالببلاوي وزوجته شيرين، مع تقديم شيرين لاعتبارات دلالية ونفسية وسردية، تتعلق بالحضور القوي لشخصيتها في مواقفَ عدةٍ، ولكونها كانت المتحوَّلَ الأساسَ في سياق الوقائع.
لذا اعتبرنا هذا الجزء حدثا للشخصية، لأن الشخصيات ذاتَها مرادفٌ لتطور الأحداث، إذ يتحول الببلاوي إلى شخصية ذليلة بناء على حيثيات مادية واعتبارات شخصية أضعفت عزيمتَه وذَلَّت كرامتَه. كما أن شيرين تُمثل أدوارا مختلفة تبعا للحدث الذي يضطرها للخضوع لرغبات زوجها والاستسلامِ للضغوط النفسية والاحتياجات المادية.
العلاقة الثالثة: إسقاط الشخصية التاريخية، كما سبقت الإشارة فالكاتب أحمد حضراوي انغمس في صراعِهِ للخروج من شراك بعض المصريين الذين استغلوا شخصيتَه فتمكنوا من قضاء مآربهم. غير أن روايته المخطوطة (شيشنق) سارت في سياق مخالف، إذ جعلت من بعض الأصول التاريخية بؤرةً سردية توسعت وبحثت في المدارك التخييلية لتنسجَ روايةً أو حكايةً شخصية ذات طابع تاريخي.
فشخصية (شيشنق) هي نفسُها شخصيةُ الكاتب، فبالنظر إلى حيثيات شخصية ودلالية نسجل:
أولا: وصف شيشنق ببعض العلامات الجسدية أثبتَ حضراوي نفسُه أنها خاصةٌ به. فيصف بعضَها في الصفحة 11 كالجرح المتشكل من حدود مِعْصَمِه إلى مَنْبِتِ أصابعِه، أو جرحِ ركبته وجبهته، وقد وصمها الكاتب كونها علامةَ قوةِ شيشنق ونبوةً منتظرة ستؤجج فتيلةَ ثورةٍ ضد فرعونَ مصر. ولا نظنها إلا رغبةً دفينة لديه تراوده كلَّ حين للانتقام من فراعنة مصر في القرن الواحد والعشرين، كما قضى شيشينق على الأسرة الواحدة والعشرين الفرعوينة في 950 قبل الميلاد.
ثانيا: وصف بعضِ مظاهرِ وعاداتِ الشعب المصري منذ القديم، منها ما ذكره حين وصولِ شيشنق لليونان وإقامتِه بفندقٍ يملكه مصريان (رجل وزوجته)، فتتبع أماكنَ القذارةِ به، ومعاملَتَهُما المبنية على النفاق والطمع، وسرقة ممتلكات شيشنق حين قضى ليلته في غرفة لا تستجيب لأدنى شروط الراحة، ولعلها الأوصافُ نفسها التي ذكرها الكاتب في روايتيه من لانظافة المكان ولابراءة الإنسان وفوضى الزمان.


تركيب:
أحمد حضراوي إذاً كاتب شاعريُّ الكلمة، وشاعريُّ العواطف، فإن كان قد خُدِعَ في الملكوتِ المصري المغشوش، فهو العارف بخبايا الذاتِ ومعاناتها؛ لذلك عبَّر عنها، وأخلص لها المحبة في الوقتِ ذاتِهِ، كانساً كلَّ أنواعِ العجرفةِ الشرقية والخذلان العربي.
(في شراك أحمد بخيت) و(عصابة شيرين والببلاوي) و(شيشنق) صور لواقع رخيص  يرفض الكلمة للحصول على فوضى المال، وحريةَ الفردِ في استثمارِ كل الظروفِ لاستمالةِ الآخر، والنهوضَ بالرأسمالِ عوضَ        الإخلاصِ للإبداع الذي يكون رمزا أو شعارا كاذِبَيْنِ.

العيون سيدي ملوك: فاتح ماي 2015


[1]- أحمد حضراوي: عصابة شيرين والببلاوي، مطبعة عين برانت، وجدة، ط. 1، 2015.
[2]- أحمد حضراوي: في شراك أحمد بخيت، دار التنوير للنشر، الجزائر، ط. 1، 2014.
[3]- أحمد حضراوي: شيشنق الأمازيغي الذي حكم مصر، مخطوط رواية (قيد الطبع).
- في شراك احمد بخيت، ص. 179.[4]
[5]- في شراك أحمد بخيت، ص. 7.
[6]- عصابة شيرين والببلاوي، ص. 3.
[7]- عصابة شيرين والببلاوي، ص. 57.
- في شيراك أحمد بخيت، البيان، ص. 181.[8]
- عصابة شيرسن والببلاوي، ص. 114.[9]
- عصابة شيرين والببلاوي، ص. 87 وما بعدها...[10]
- عصابة شيرين والببلاوي، ص. 82 وما بعدها.[11]

بنية المفارقات في رواية "عصابة شيرين وببلاوي" لأحمد حضراوي


بنية المفارقات في رواية
 "عصابة شيرين وببلاوي" لأحمد حضراوي 



- د: إلهام الصنابي
أحمد حضراوي شاعر أبدع في مجموعة من النصوص الشعرية التي أبان فيها عن علو كعبه، إلا انه اقتحم عالم الكتابة النثرية في بعدها التوثيقي كان القصد منه هو توثيق لحظاته التي عاشها على ارض مصر، وقد تعرض لعمليات احتيال متعددة كان سببها رغبته في تحقيق مشاريع أدبية وإعلامية، فبعد: "في شراك احمد بخيت" أول عمل توثيقي، جاء النص الثاني باعتباره تسلسلا نسقيا لأحداث الزيارة إلى الأراضي المصرية.
1- جنس العمل:
على صفحة الغلاف الخارجي لهذا العمل الأدبي، يوثق أحمد حضراوي جنس مؤلفه ضمن الرواية، إلا أن هذا التجنيس يحمل حسب وجهة نظري نوعا من التمويه، ف"عصابة شيرين وببلاوي" هي نص يوثق لعملية نصب واحتيال تعرض لها في مصر، وكان قد وقع في الشراك نفسه من لدن شخصية مصرية سابقة وهي أحمد بخيت، وقد وثقها أيضا في سيرته التوثيقية السابقة، التي حملت عنوان "في شراك أحمد بخيت"، وما يجعلني أصنفها ضمن السيرة التوثيقية مجموعة من العوامل لعل أهمها ما يلي:

أولا: هي أحداث واقعية حدثت للكاتب نفسه، إضافة إلى توفر العمل على مجموعة من الأسماء الحقيقية وهي أحمد الببلاوي، أحمد بخيت، أحمد حضراوي، شيرين زوج الببلاوي، هويدا عبد الواحد حسين، إضافة إلى أسماء إخوة شيرين وأبنائها، كما تضمن أيضا أسماء لمؤسسات مثل اسم دار نشر حقيقة وهي "دار كليم" اسم جريدة "نجوم الإبداع" ..،
ثانيا: توفر المجموعة على أرقام خاصة في عموميتها بأرقام مبالغ مالية كان من المفترض أن تكون تحويلات مالية للشروع في إنجاز عمليات النشر أو تأسيس شركة الإعلام ، أو ايضا أرقام مبالغ قام أحمد حضراوي بإقراضها لبعض الشخصيات التي تحفظ على ذكر اسمها –اعتقد فقط في هذا العمل وقد يفتضح أمرها في عمل آخر- ومثال ذلك: يقول: "نشرت بتاريخ 29 آذار مارس 2014 بيانا مفتوحا أخيرا لهما على صفحتي الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك وعلى جريدتي نجوم الإبداع ممهلا إياهما شهرا كاملا لتسديد ما لهفاه مني من مبالغ مالية" 96 وما جاء في الصفحات :55، 82،83،84، 85،90 هذه الصفحات وغيرها تحمل أرقاما وتواريخ لما قام به أحمد حضراوي في سبيل تحقيق الحلم.
ثالثا: السيرة التوثيقية هي عمل يجمع بين البعد الأدبي والبعد التاريخي التوثيقي لأحداث وقعت حقيقة معززة بأرقام وتواريخ كما بينا من قبل، بل الأكثر من هذا هو أن حضراوي نفسه أكد هذا التجنيس في أكثر من مكان حيث قال: "انتهيت من كتابة هذه السيرة التوثيقية في ظرف وجيز جدا، عرضت المخطوط على أصدقاء متخصصين في السرد والرواية وأنا المبتدئ في كتابة النثر..."86، ثم قوله في حديثه عن الحوار الذي دار بينه وبين زوجة أحمد الببلاوي،"أعلمتها أني مضطر لتوثيق قصتي معها ومع زوجتها ومع هذه العائلة المصرية المجرمة شهادة للتاريخ ولزياراتي الثلاث إلى مصر،"96
رابعا : إن طبيعة الأدلة التوثيقية التي وظفها الكاتب في عمله هذا جعله يسقط في بعض الأحيان في التقريرية، وربما السبب في ذلك راجع أيضا إلى أن هذه الذات المبدعة قد توارت قليلا إلى الوراء في بعدها الأدبي لتفسح المجال للذات الإعلامية بخطاباتها المباشرة، يقول مثلا:"لم تكن المرأة يوما في مصر إلا جزءا مهما من صناعة القرار وخاصة ذلك المتعلق بالشر والكيد والجريمة، لست هنا بصدد التعميم لكني بصدد الحديث عن ميزة بعض نماذج المرأة في تاريخانية هذا البلد،..."63، وقد توزع هذا الخطاب الإعلامي المباشر في بعض زوايا الرواية متسللا بين الثنايا، مثلا وهو يتحدث عن ثورة البوعزيزي والثورة التونسية 64.
2-عنوان إجرامي وصورة عنكبوتية:
عنوان صادم فعلا، عصابة: لا يمكن إلا أن نفكر في عالم الجريمة والقصص البوليسية التي تتكرر فيها بنية الجريمة ونسيج العنكبوت، فالعصابة أو العصبة هي جماعة من الناس تتفق لقضاء أمر ما، وتجتمع للتخطيط والتدبير قصد الإيقاع بالفريسة المتوقعة، وعصابة هذه الرواية التوثيقية هما شيرين وأحمد الببلاوي الرجل الإعلامي كما جاء وصفه في هذا العمل، هذا الزوج المصري الذي أحكم نسج خيوط عنكبوته للإيقاع بهذا الماثل أمامنا الآن أحمد حضراوي، لذلك جاءت الصورة واضحة لا لبس فيها، فهي شبكة عنكبوتية يتوسطها الببلاوي وشيرين وكأنهماينتظران فقط الفريسة على مهل بابتسامة ماكرة ومسدس بيد ببلاوي، فحتى إذا انفكت الفريسة من الخيوط فإنها لن تنفك من طلقات المسدس، وهي الصورة نفسها على الواجهة الخلفية لكن خالية من الصورة الشخصيتين، ولا أظن أن الصورة قد جاءت اعتباطا، بل إن واضعها قد استمدها أولا من طبيعة التخطيط والتدبير واستمدها أيضا مما هو منصوص عليه في الصفحة 51 حيث قال حضراوي: "مشاريع مشاريع وأحلام وأحلام بدأ ينسج كلامه المعسول من حولي كخيوط عنكبوت ما فطرت إلا على ذلك،" وقد نسي ببلاوي أن أوهن البيوت هي بيت العنكبوت، لذلك جاء اسم أحمد حضراوي على خط أحمر عريض بلون أسود وكأننا به ينتفض ضد هذا الإجرام الأدبي ليقول، أحمد حضراوي خط أحمر لن تتجاوزه بعد ذلك.
3-المفارقة في رواية عصابة شيرين وببلاوي:
سوف استعير مصطلح المفارقة لما يحمله من معاني الألم والسخرية واجتماع الأضداد في موقف واحد، حيث يبنى على صورة ظاهرها عكس باطنها، وتحمل هذه الصورة الأدبية ملامح الصدمة والدهشة عند المتلقي، يقوم هذا العمل التوثيقي على مفارقات متعددة تتشعب وتتفرع لتتفق في محور واحد وهو التضاد بين أحمد حضراوي وأحمد الببلاوي، ومن غريب المفارقة أيضا أن يشتركا في "أحمد" ويختلفا في جنس الاسم وصفاته، فبين الأحمدين بحر شاسع من الثنائيات الضدية، حضراوي هذا الفتى الطيب القادم من الغرب ذو أصول مغربية، مع ببلاوي ذلك الإعلامي اللئيم الذي نصب الشباك وأوقع الفريسة، لذلك أجدني أصنف هذه الورقة إلى ثلاث مفارقات وهي : مفارقة أخلاقية- مفارقة تاريخية دينية- مفارقة لغوية.
3-1مفارقة أخلاقية:
إن العملة التي لا يمكن أن يساوم فيها الإنسان مهما كان هي الأخلاق باعتبارها القيمة المعنوية الأولى، وشاعر مصر نفسه قال:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
إلا أن حضراوي وهو يعرض لنا تفاصيل هذه القصة المؤامرة بامتياز، قصة بيت العنكبوت المصرية فإنه وقف على قضية أخلاقية خطيرة، ولولا علمي بهذا الرجل لكنت اعتبرتها ملفقة وأنها من قبيل الخيال الأدبي، ومن قبيل الجمالية الأدبية والفنية، إنها قضية الديوثية، التي تبدت في أخلاق الإعلامي المصري أحمد الببلاوي، الذي ورط نفسه في عمليات مالية كبيرة ليعجز عن سداد ديونه، فيلجأ بعد ذلك إلى المقايضة بالسداد بزوجته شيرين التي سينوب جسدها عن تسديد ديونه، أو الحصول على أموال إضافية، بل إن المفارقة التي تصدم المتلقي لهذا العمل، أنالزوج ببلاوي هو من يختار الفريسة لشيرين الزوجة، وهو من يقبض المال ويحاسبها أيضا، وهو من يقوم بالأعمال في انتظار رجوع الزوجة وقد سددت ديون زوجها، يا لبشاعة هذا الموقف، بل "إنه يرسم ابتسامته الماكرة على وجهه وهو يضم الجنيهات التي غنمها من غزوات أحد الفحول لسرير زوجته".27
لم تقف الصورة الصادمة عند هذا الحد، بل تظهر المفارقة الأخلاقية الموالية مع أحمد حضراوي نفسه، وقد بدأت مراودته أول الأمر بأن استقبله في بيته وشيرين ترتدي ملابس شفافة، ليس المفارقة هنا، وإنما تتبدى في هذا الزوج الذي لم يحرك ساكنا إلا بعد أن رأى تعفف الضيف، قال حضراوي "لم اشمئز من قلة أدبها مع ضيف غريب لا يحل لها بل كان اشمئزازي الأكبر من زوجها الذي لم تتحرك غيرته على زوجته...."49، أما المفارقة الأعظم فهي تصريحه بديوثيته أكثر من مرة وهو يعرض عليه لحم زوجته لتسدد عنه ما أخذه، "أحسست بالقيء من كلام من اعتبرته يوما صديقي، ورجلا مصريا صعيديا يغار على بيته وأهله ووطنه،،،، موقف جعلني ألعنه وألعن زوجته التي كانت تجالسنا وهو يتفوه بديوثيته: زوجتي شيرين مقابل المال المستحق علي".55
3-2المفارقة التاريخية الدينية:
عندما نذكر مصر في علاقتها بالتاريخ والقصص الديني، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز، وقصة فرعون وهامان وجنودهما، وقصة الحضارة الفرعونية التي تتحجر في مجسمات الأهرامات وأبي الهول الذي يقف جاثما وقد سقط أنفه على مرأى التاريخ مسمعه، وبالتالي فحضراوي وهو يستحضر فصول هذه المؤامرة الدنيئة وتفاصيل حياته القصيرة في مصر وما لقيه من نصب ومراودة، فإنه يستدعي هذه الشخصيات الدينية والتاريخية التي ألبسها لبوسا معاصرا يتلاءم مع النسخة الجديدة للسرد التوثيقي، وتتفق بذلك تفاصيلها مع تفاصيل الشخصيات المصرية الجديدة ، فتحق الكثير من المفارقات التي تدخل القارئ علم الدهشة والتناقض، ولا أدل على هذا من هذا المقطع الذي آثر أن يوقع به ظهر الغلاف يقول: بعد أن غدر به إخوته وغدرت به القافلة السيارة به نحو مصر وشراء العزيز له، أهدي نصف الحسن إلى امرأة مصرية واحدة لتكرم مثواه وتتخذه ولدا,غير أن صوت الجسد أعمى منطق البصيرة".
وأحمد حضراوي نفسه ينطلق من هذه الأرضية التاريخية لبلد مصر الذي ذكر في القرآن والذي على أرضه حبكت اعتي المؤامرات ضد العفاف والحشمة والأخلاق، وعلى أرضه أيضا أراد الجبابرة بناء الصرح للاطلاع إلى اله موسى، قال حضراوي:" ما من شك أن مصر هي البلد الذي ذكر أكثر في القران الكريم وربما فيما نزل من كتب سماوية قبله، وما من شك أنها كانت مستقر ومعبر كثير من الأنبياء ومكذبيهم أيضا حتى أن أول من ادعى الألوهية من البشر على الأرض كان منها،"4 وطبعا المقصود هنا هو فرعون التي تتبجج مصر وأهلها بقوته وحضارته.
ويستمر حضراوي في استعراض المفارقات التي يتميز بها هذا البلد، فهو إلى جانب كونه بلد الحضارة والتاريخ والأدب فهو أيضا بلد المكر والدهاء والنصب والاحتيال، ومن ثم تظهر الثنائية الضدية في الذات المصرية ونظرتها إلى نفسها في المقابل نظرتها للآخر، فهي لا تخرج كما قال حضراوي عن إطار تعظيم الذات واحتقار الآخر"7 وتصبح مصر بلد الأنبياء حلما وتصبح بلد النتانة الفرعونية واقعا، هكذا صورها حضراوي في هذا النص التوثيقي.
ولعل المفارقة هنا تنبني على ثلاث شخصيات أساسة وهي ، يوسف وامرأة العزيز وفرعون، حيث لبس حضراوي قناع يوسف التي تمنع عن مراودة الأنثى في بيتها، ورفض غوايتها، وشيرين لباس زوجة العزيز التي شغفها هذا الفتى حبا لكن ليس في جماله فقط بل في جيبه المليء باليوروهات، قال على لسانها:" وسمعتُ أن عاصمة بلجيكا اسمها اليورو هههه"16 مما جعله يخصص لها مقطعا شعريا يصف من خلاله هذه الواقعة موظفا الشخصيات الدينية، 56، وآما ببلاوي فهو فرعون مصر الجديد، حيث الكيد المصري عبر التاريخ الفرعوني الطويل "37، إذ كان ببلاوي يهدف إلى الكيد من حضراوي واستغلال ماله والنصب عليه يوم استضافته في برنامج ليقول له أنا الرب الأعلى للغة والشعر، لكنه تفاجأ بأن وجد أمامه شاعرا مجيدا للغة العربية الفصحى متصفا بأخلاق مغربية عالية15
وأما المفارقة التاريخية الأخرى فهي في مصر ذلك البلد الذي قال عنه تعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" يوسف آية 99، إلا أن احمد حضراوي ما وجد أمنا ولا سلاما بل وجد نظرات العساكر تتفحصه بكل دقة" أوحت إلي أنني أصبحت مطلوبا في هذا البلد الذي وعد داخلوه بالأمان دون أن أعلم"33
في مقابل هذا تحدث حضراوي عن بلد يوسف بن تاشفين الذي تشرب منه كل معانيالأخلاق والنبل والقيم الإنسانية والأخلاقية، كما يقول "وسط أهلي وأسرتي من حسن خلق وصفاء ونية وجليل احترام ،،،"50
ثم تأتي المفارقة السلوكية ذات الطابع الديني التي تتمثل في صورة أيمن الشافعي أخ شيرين الذي نصب نفسه أمين جيب حضراوي، هذا الفتى المتدين شكلا "الذي لا يتمتم إلا بكلام الله وكل علامات الإيمان بادية عليه سواء من لسانه "الرطب" بذكر الله أو بعلامة الصلاة المنحوتة على جبهته، أو صوت القرآن الكريم الذي لا ينخفض صوته من مذياع بيته لا نهارا ,,,ولا ليلا"69، فيكتشف حضراوي حين مراجعته للفواتير أنه قد "ضاعفها أضعافا مضاعفة مقارنة مع ثمنها الحقيقي على الورق".69
3-3المفارقة اللغوية:
عندما بدأت قراءة هذا العمل فوجئت باللغة الموظفة في الحوار أول النص، ولو أني لم أكن أعرف الكاتب، وقد تسلمت منه العمل يدا بيد لقلت إن الكاتب مصري، والسبب في ذلك راجع إلى توظيف اللهجة المصرية العامية بشكل لافت ودقيق، بل إنالمصطلحات الموظفة هي مصطلحات تنتمي إلى البيئة المصرية الشعبيةّ، والتي تذكرنا تماما بما كتبه الروائيون المصريون، ولعل هذا التمكن راجع إلى عوامل متعددة، منها الاتصال المباشر والمعايشة للأسرة المصرية التي وقع في شراكها، مرات ومرات، وربما هو راجع أيضا إلى المكتسبات اللغوية السابقة التي تمكن منها وهو يقرأ لبعض الكتاب المصريين وهو ما اقر به نفسه حين قال "القاهرة هذه المدينة التي ألهمتني وسحرت مخيلتي منذ أن قرأت عنها منذ عهد الصبا قصصا أشبه بالأساطير،،،"60
إلا أنه ونظرا لتكوينه الحقوقي وعمله الإعلامي، فقد وقع في الكثير من الأحيان في التقريرية الأسلوبية، حيث وجدناه في صفحات طويلة يبتعد عن البعد الأدبي أو التاريخي ليفسح المجال للخطاب المباشر الإعلامي ولعل السب في ذلك راجع بالأساس إلى طبيعة الأحداث التي اتخذت بعدا توثيقيا أكثر منه أدبيا، حيث افتتح هذا العمل بمقال اتخذ فيه بعدا إعلاميا، تطرق من خلاله إلى بعض الأقاويل المنتشرة في الوطن العربي حول نزاهة المرأة المغربية، ثم عرج على قضايا ثقافية وأدبية، ليركز الحديث عن مصر التي يعتبرها الجميع بوابة النجاح والشهرة والوصول إلى اكبر عدد من الجمهور العربي، وأخيرا فهو ينهي العمل التوثيقي كما بدأه، فكانت نهايته ببيان موجه إلى الإخوة المصريين من كتاب وشعراء ومثقفين ومبدعين وإعلاميين.
خلاصة:
إن هذا العمل "عصابة شيرين وببلاوي" هو عبارة عن وثيقة تاريخية حاول من خلالها احمد حضراوي توثيق الأحداث التي وقعت له وهو يحاول أن يرسم درب الانتشار والشهرة على أرض مصر، إلا أنه لم ينل من هذا كله إلا النصب والاحتيال وضياع عملته الصعبة التي تعب في جمعها بعدما غادر المغرب وهو محمل بكل الآمال التي يمكن أن يحملها شاب في سنه، وقد بنى هذه الاحداث على مجموعة من المفارقات كما سبق توضيحها.

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م