تقديم كتاب (البناء
والتشكيل في السرد المغربي بالجهة الشرقية)
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم:
بعد الديوان الجماعي الصادر سنة 2013[1]،
والكتاب النقدي الأول (القصيدة المغربية وأفق القراءة) سنة 2014[2]؛
تواصل جمعية المقهى الأدبي بوجدة "لاميرابيل"
عملها بهذا الإصدار الثالث الذي ارتأت أن يكون مخصصا للمقالات السردية من قصة ورواية..
لتقديم هذا العمل، لا بد من الإشارة إلى مرحلة ما قبل
النشر، والتي تتمثل في الاختيار. فإذا كنا في اللجنة السابقة (الكتاب النقدي
الأول) اضطررنا إلى عملية انتقاء الدراسات اعتمادا على إبعاد بعضها حتى لا تتكرر
الأسماء، أو إبعاد بعض المقالات التي سبق نشرها في منابر ثقافية أو إعلامية[3]؛
فإنه في هذا المؤلَّف تم الإعلان مسبقا لكل رواد المقهى الأدبي ممن كانت له فرصة
الجلوس في منصة التقديم لعمل سردي لإرسال مقاله للجنة المكلفة في أجل محدد. وبعد
مدة تم تجميع المقالات المنشورة حاليا، على أساس عدم تحمل مسؤولية من لم يقم ببعث
المطلوب..
قامت لجنة القراءة المكونة من الدكاترة محمد دخيسي أبو
أسامة وفؤاد عفاني وإلهام الصنابي بإعادة قراءة الدراسات، وبعد التشاور قُسمت إلى
جزءين:
الأول خاص بالقصة.
والثاني يهم الرواية.
كما قام الأعضاء الثلاثة بتنسيقها وترتيبها وفق الترتيب
الزمني الذي قدمت فيه بالمقهى الأدبي، حتى لا يطال العمل أية شائبة أو سوء ظن بسبب
التقديم أو التأخير، وإن كان هذا الأمر لا يضر بالعمل في حد ذاته، ولا ينقص من
المتأخر عن المتقدم أو العكس..
يجمع كتاب (البناء والتشكيل في السرد المغربي بالجهة
الشرقية) إحدى عشرة دراسة نقدية موزعة بين ست دراسات قصصية لكل من عبد الكريم
العربي رحمه الله الذي فارقنا خلال السنة الماضية، وعبد الكريم الفيلالي ومحمد
النوالي ومحمد ماني وبنيونس بوشعيب ودنيا الشدادي. وخمس قراءات روائية لكل من نور
الدين الفيلالي وفؤاد عفاني وإلهام الصنابي ومحمد دخيسي.
وبالرغم من تكرار بعض الأسماء، سواء على مستوى العمل
الإبداعي أم النقدي فذلك راجع بالأساس إلى الأسباب السالف ذكرها.
ولا بد من الإشارة أيضا إلى أن مثل هذه المؤلَّفات
ضرورية في الوقت الراهن لأسباب عدة، نذكر منها:
أولا: ضرورة
توثيق العمل وحمايته من الضياع أو القرضنة.
ثانيا:
أهميته من حيث الاستفادة في البحث والدراسة.
ثالثا: تسجيل
أهمية المنهج في قراءة العمل الإبداعي عامة، والسردي بصفة خاصة، ويتضح ذلك جليا في
التنوع المنصب حينا على الدلالة أو الحدث داخل الحبكة السردية، والمقارب للشكل
والبناء حينا ثانيا، أو اختراق النفس الإنسانية حينا ثالثا وغيرها من الآليات التي
تسم العمل بطابع خاص، وتحول المقروء إلى تيمة ورؤية نقدية متميزة.
أخيرا نقر بأن هذا المعطى أفضى إلى صعوبة اختيار
العنوان، مما دفعنا إلى محاولة استنباط القواسم المشتركة بين الأعمال الإبداعية أو
القراءات النقدية، فاستقر بنا الأمر عند: (البناء والتشكيل في السرد المغربي
بالجهة الشرقية)، لكونه يجمع مكونات النص من جهة وخصوصية النصوص المقاربَة التي
تنتمي كلها للجهة الشرقية.
لجنة الإعداد والتقديم:
د. محمد دخيسي أبو أسامة.
د. فؤاد عفاني.
دة. إلهام الصنابي.
[2]- القصيدة المغربية وأفق القراءة: منشورات جمعية المقهى الأدبي
وجدة، مطبعة عين برانت وجدة، شتنبر 2014. (للإشارة فهذا المؤلَّف نشر
بعد تأسيس جمعية المقهى الأدبي لاميرابيل La Mirabelle
وجدة سنة 2014)
[3]- نذكر على سبيل المثال مقال حول أعمال يحيى بزغود رحمه الله من
إنجاز محمد دخيسي أبو أسامة، وقد تم نشره في كتاب (الأدب والأسطورة) ومجلة ديهيا
(بركان).