الخميس، 1 يناير 2015

لــَـــيـْـــــلٌ ./.. بقلم: محمد شاكر



لــَـــيـْـــــلٌ ...

   بقلم:   محمد شاكر

1
هو ليْلٌ تعَتـَّق لونـُه في حِبْر  الشُّعراءِ

جاءَني ثَمِلا بأسْرار الغـُرفاتِ
وحَكايا الفُجـورْ

لا يَقـْوى' على الإفـْصاح

بـِلِسان أسْود

وسِفـْر مـَنـْقوع

في مَرايا العَتمات

لا يَجْمع موْجَه المَكسورْ

على شَط ضوْء

يَشْربهُ الدَّيجــورْ

ويَرْمي بـِفارغ الصَّدَفاتْ

2
هو ليلٌ ، قد شاخَ في سهَر العُمر*
وخبَّر الوقوفَ على مَراتعِ شَرّ

تـُبَيـِّتُه طوائفُ البَشرْ

في تـَلابيبِ أحْلامِه السَّوداء

لـِصباح

يَأتي على الأملِ الأخضر.ْ

أراهُ يَدِبُّ بلوْنٍ حائـِل

على عُكازة الصَّمْت.ِ

كما لو أنـَّه

يَودُّ أن يَرجع أدْراجَ النَّهار

لـِيـَنْكشِفَ السِّرْ

عاريـًّا مِن شُبـْهـَة الأشْرارِ

3
ليْلٌ يَتَأهَّب للحُلم كـــــــعادتِه

على سَرير سوادِه العَريضْ

لا يَعْلم مِن كوابيسِ

هذا النَّهـــــار

غْير آثـــــار دَم

على رَصيـفِهِ المَريضْ

4
ليلٌ

على عَتباتِ أحْلامي..

ينتحرُ،

يـَلفظ آخـَر حَشْرجة سوْداء

ثمَّ يـَغْرق في بحْر الضَّــوْء

بـِلا ثوْبٍ

يـُفْشي ألــوانَهُ

ليلٌ يمشي في جنازته ميِّـــتاً،

ومُشيِّعا

يَرثي ، حالَ أرضٍ ،

نَخَرتْ بَراءتها الأوْكـــارُ.  

                                     

شهادة /بقلم: محمد المباركي

شهادة 

بقلم: محمد المباركي

رنّ هاتفي النّقال في غفلة منّي. هو دائما يرنّ في غفلة منّي حتّى إنّي لعنتُ الرّأسمالية التي أوصلت مثل هاته المستحدثات إلى أمثالي. وحين تفقّدته بحثت عنه كثيرا حتّى وجدته مرميا في سيارتي. فتحته، فوجدت اسما عزيزا مسجّلا على لوحته.. هاتفت صاحب الاسم العزيز، فتلقّيت منه دعوة كريمة لحضور نشاط ثقافي بأبركان. فرحت بالدّعوة ووافقتُ على حضور النّشاط دون تردّد.
سمعتْ سيّارتي ما دار بيني وبين صديقي. سمعتها تقهقه، فهي كمثل بغلة "أبي دلامة" نديم الرّشيد تفقد عقلها بين الحين والحين. أوّل ما تسمع بدعوة كريمة تأتيني من أصدقائي بأبركانَ إلاّ وتتحفّز للانطلاق. وحيث إن موعد النّشاط الثّقافي كان ما يزال بعيدا ركبتها ووجّهتها إلى داخل مدينتي لقضاء مآربي، لكنّني لاحظتها تيمّم وجهها شطر أبركان. أوقفتُ محرّكها وسألتها قائلا:
- ما الأمر يا بغلة "أبي دلامة"؟
ردّت عليّ: إنّي أشعر بقوة ميغناطيسية تجذبني إلى أبركان.
سألتها: ولماذا أبركان؟
ردّت عليّ: قد سمعتُ ما دار بينك وبين صديقك حول ذلك النّشاط الثّقافي.
قلتٌ لها: لم يحن موعده بعد. ثمّ ما شأنُك أنتِ به؟
ردّت مقطّبة: أنسيتَ بأنّي أنا من يوصلك دوما إلى أبركان؟
قلتُ لها: لا، لم أنس فضلَك عليّ في ذلك.
شجّعها اعترافي بجميلها عليّ، فاسترسلت قائلة: إن هؤلاء المبدعين الذين استدعوك يصنعون الفرحة مع كلّ نشاط ثقافي. وإنّي رأيتك أيّها الكهلُ تفرح مثل طفل حين دعاك صديقك لحضور النّشاط الثّقافي. أنت دائما تفرح بمثل هاته الدّعوات. ألاحظ فرحتك منذ أن أخرج بك من وجدةَ. أسمعك تغني تارة وتدندن تارة حتّى الوصول إلى أبركان. ثمّ ما سرّ بقائك إلى منتصف اللّيل وكلّ المدعوين والمشاركين قد ساروا؟ ما الذي يشدّك إلى أبركان بتلك الدّرجة؟
رددتُ عليها: الذي يشدني إلى أبركانَ قومٌ برأهم الله في أحسن تقويم وأفرغهم في قالب الكمال. يلمع على وجوههم ضوءُ البِشْرِ. إذا هزّزتهم للخير اهتشّوا وأجابوا. نارهم مشتعلةٌ دوما على الرّوابي ورمادهم كثير وعظيم. لو ملكوا الدّنيا لفيّحوها في يوم واحد. لا تزال لهم نفحاتٌ من المعروف إلى يوم الدين. معاشرتهم حلوة ورفقتهم من العسل المصفّى. يذوبون ظرفا.

أولئك هم أهل منتدى إبداع أبركان.

إلى روح الفقيد :يحيى بزغود/بقلم الشاعر عيسى حموتي


إلى روح الفقيد :يحيى بزغود


بقلم الشاعر عيسى حموتي

تشرق شمس الورى،
ترتقي برج الحياه،
ما لخلق الله منها غيرُ عُبْرِ العين يُبكيه طوال العُمر
غير أن الناس في أفلاكها ماضون،
لا فيهم و لا من بينهم من ثقِف صعق القدر
وإذا ما قُضيَ الأمر ..سرى الحكم
أفل النجم فأضحى الرجع نعيا وصدى في البشر
فجأة انطفأ يحيى و قد كان هنا
يعتلي منبر النضال والخصال يمزج الهزل بجد الحكم
تشرئب المكرمات نحوه في ملق
إن رحيق الزهر للنحل يطيب في أعالي الشجر
قمر السبعين واراه تراب العدم
فبكته الديمُ تروي عنِ الغيبِ كتابَ القدر
مدت السبع العلا أذرعها
تصطفي روح الذي يحترف السرية في جوده والكرم
لم يكن موكب يحيى غيرَ أسراب خصال
رافقته لتقيه كل شر أو أذى مرتقب

أجمعت كل المقاييس على
أنك ألبوم النهى والمكرماتِ الجُمعٍٍ
نحو يحيى هرع الحِلم هلوعا
وسعه ضاق، و كم كان وعاء القيم
عانق الطهرُ الإخاءَ فيك يا يحيى
وعلى أيدي الحِجى شدت أيادي الكرم
اِسألِ الجودَ تجدْ إيثارك بالباب رسا
مؤمنٌ ، تجمعُ صبرا بالرضا بالقدر
كنت شمسا ما استفزتك العوادي
عن مداراتك يفرنقع جندُ السفَه
كم تواضعت أيا قطب السماء
حولك يا شمسُ دارت حلقات الشهب
في تواضعك يحيى دروس
كنت سمط العقد جمعْتَ ضروب الدرر
متوار،لا تُرى تأتي عظيم المنجزات
مبدع صغت من التبر رفيع التحف
قد تواضعت أيا سمط العقود
تختفي حتى تتيح اللمعان لكريم الحجر
يا إلهي انحل سمط العقد
بعده صار يتيما جمع إخوان فنون الأدب
فابك يا حبرُ بيانا قد توارى
وانتحب يا مدادُ فالنثر قد بات يتيم القلم
أيها السرد الذي تحيا بأنفاس يحيى
حشرجْ، فالموت أردى مرجعا في الحكم
و تناهى خبر الفقد إلى حرفي فراح
داعيا رب الأنام في الدجى و السحر
لاحت الأدعية تعرج نحو السموات
ودعائي وسط طابور سما لا زال لم يصلِ
فتقبل يا إلهي الدعوات فالفقيد
قد أتى يحمل باليمنى كتابا أنصع من لبن

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م