الجمعة، 17 أكتوبر 2014
منشورات جمعية المقهى الأدبي وجدة(2)
7:45 م
المقهى الأدبي وجدة
منشورات جمعية المقهى الأدبي وجدة(2)
2014-10-17T19:45:00+01:00
المقهى الأدبي وجدة
Comments
منشورات المقهى الأدبي وجدة(1)
7:32 م
المقهى الأدبي وجدة
منشورات المقهى الأدبي وجدة(1)
2014-10-17T19:32:00+01:00
المقهى الأدبي وجدة
Comments
منشورات المقهى الأدبي وجدة(1)
ديوان جماعي
عن مطبعة الجسور بوجدة، ط. 1/ 2013 صدر ديوان " سماء أخرى تُظلنا" وهو عبارة عن ديوان جماعي يقع في 140 صفحة، أصدره نساء ورجال المقهى الأدبي بمدينة وجدة. و قدم له الأستاذ مصطفى سلوي " اسْتَطاعَتِ المقاهي الأدبية، منذُ نشْأَتِها الأولى في غابِرِ العُصورِ، أَنْ تُشَكِّلَ جِسْراً قَوِيّاً، وَظيفَتُهُ الأَساسُ حَمْلُ المعرِفَةِ والثقافَةِ، وَإِشاعَتُها بَيْنَ جُمْهورِ المثقَّفينَ؛ على اخْتِلافِ مُسْتَوَياتِهِمْ، وَتَبايُنِ أَعْمارِهِمْ، وَتَباعُدِ بيئاتِهِمْ، وَتَنَوُّعِ أَجْناسِهِمْ. كما اسْتَطاعَتْ هذه المقاهي أَنْ تُحَرِّرَ الثقافَةَ، بِشَكْلٍ مِنَ الأَشْكالِ، مِنَ الطّابَعِ الرسمي الذي تَعْكِسُهُ الْمَراكِزُ؛ وهي في أكْثَرِ الأَحْوالِ تَقْتَصِرُ، في نَشْرِها الْفِعَلَ الثقافِيَّ، على النُّخْبَةِ دون سائِرِ النّاسِ، وهو الأمْرُ الذي تَشْجُبُهُ المقاهي الأدبية التي يَقْصِدُها الجميع، دون تمييزٍ أو سابِقِ دَعْوَةٍ.. و استطاع المقهى الأدبي بوجدة، خلال هذه الفترة الوجيزة من نشأته، أن يشارك في عدد من اللقاءات والتظاهرات الثقافية المحلية والجهوية، ويَدْخُلَ شريكاً فاعِلاً في تنظيم عددٍ آخَرَ من الأنشطة الثقافية الوازِنَةِ، مع جهاتٍ أخرى فاعِلَةٍ في الحَقْلِ الثقافي للجهة؛ كمركز البحوث والدراسات الإنسانية والاجتماعية، ومديرية الثقافة ورابطة المبدعين والفنانين بالجهة الشرقية، وغيرها من المنابر الثقافية النشيطة بالمدينة. وأكثَرُ رِجالِ هذه المنابر هم مِنْ رُوّادِ المقهى الأدبي، بالإضافة إلى أساتذة ومبدعين من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول. ولا يخفى على أحد أنَّ أَكْثَرَ نساء ورجال المقهى الأدبي بمدينة وجدة، وهم السّاهرون على أنشطته والقائمون على اعماله بكل جِدِّيَّةٍ ونشاطٍ وتَفانٍ في العمل ونُكْرانٍ للذّاتِ، هُم دكاترةٌ باحثون من خريجي كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة وجدة، وكلياتٍ أخرى بالمملكة المغربية. هكذا استطاعَ المقهى الأدبي بمدينة وجدة، بفضل ما اجتمع لديه من باحثين قائمين على أنشطته، أَنْ يَبْعَثَ الرّوحَ في الحركة الثقافية والعلمية للمدينة والجهة كَكُلٍّ، وذلك من خلال الدِّماءِ الجديدةِ التي ضَخَّها في سيرورة الأنشطة العلمية والثقافية التي تشْهَدُها ربوعُ الجهة.. "
نادية الأزمي-طنجة-المغرب (2013-11-14 |
المقهى الأدبي في وجدة ينفتح على المسرح/ميلود بوعمامة
5:15 م
المقهى الأدبي وجدة
المقهى الأدبي في وجدة ينفتح على المسرح/ميلود بوعمامة
2014-10-17T17:15:00+01:00
المقهى الأدبي وجدة
Comments
المقهى الأدبي في وجدة ينفتح على المسرح
لحسن قناني يوقع مؤلفه الجديد وفرقة "لبلاد" تقدم "واك واك الحق"
ميلود بوعمامة
(اذاعي ومراسل جريدة الحدث الشرقي)
أكد الناقد
المسرحي بنيونس بوشعيب في قراءته الرصينة لمؤلف "المسرح والمسألة
الحقوقية" للكاتب والمخرج المسرحي لحسن قناني في لقاء التوقيع الذي خصص له بالمقهى الأدبي "لاميرابيل" بوجدة
يوم السبت الأخير، أنه تعامل مع هذا المولود المسرحي الجديد بشكل من الحذر
والمسؤولية الأخلاقية، وهي قراءة استكشافية لبنية خفية اعتمدها الرجل الذي يحتاج منا أكثر من وقفة وتكريم، وأعماله
المسرحية الراقية تستحق منا أكثر من بحث وتحليل، وهو أكثر الباحثين في مجال المسرح
إنتاجا، كتابة، نقدا، إخراجا وتنظيرا... مقارنة ببعض الأساتذة المشتغلين من داخل
الجامعة.
إذ حدد بنيونس بوشعيب بشكل دقيق،
المفاهيم القرائية التي جاءت في مضمون هذا
الكتاب، خاصة أثر المنهج، والمرجعية في بناء خصوصية المحتوى، وشكل
القراءة... مقارنة بمؤلفي وكتاب المسرح والمسألة
الحقوقية بالمغرب، قبل أن يمر إلى تحديد التمارين الكلاسيكية في التعامل مع
المداخل القرائية، كما تطرق بوشعيب لمقترحات القراءة الفاعلة في النص، والفاعلة أساسا
بخصوص تقريب دلالته وهندسة المحتوى والمتن، وتناول بنيونس بوشعيب بالدرس والتحليل
في بداية قراءته أولا: الفهرس، وحدد بموجبه، وبشكل منهجي علمي كل المصادر والكتب
التي اعتمدها الكاتب لحسن قناني في بحثه الهام أو أطروحته، لأن الكتاب حسب بنيونس
بوشعيب عبارة عن أطروحة ذات نفس تنويري ثوري، يدافع عن قضية أو بالأحرى عن قضايا
مختلفة ومهمة للغاية داخل منظومة أبو
الفنون (المسرح) .
وثانيا تطرق بوشعيب بنيونس إلى أهمية
المراجع التي اعتمدت في المؤلف ، وطرح بالمناسبة مسألة المرجعية العلمية، التي
اتخذها الكاتب لحسن قناني لإيصال الرسالة "الفكرة"، وبالتالي مضمونها
للقارئ، حيث اعتمد على حقول عدة منها: الحقل
الفكري- الفلسفي- وحقل التربية والأدب، وحقل
التربية على المواطنة وحقوق الطفل، وحقل التاريخ وحقوق الإنسان، بالإضافة لحقول،
اجتمعت فيها مجموعة من المطبوعات الرسمية،
لينتقل بشكل سلس إلى التقييم الذي ارتضاه الكاتب في تحديد مفاهيم المسرح
المغربي منذ استقلال المغرب، وتحديد أبوابه، إلى ثلاثة: مسرح الطيب الصديقي وأحمد
الطيب لعلج ومحمد حسن الجندي، ومرورا بمسرح حسين بنياز وعبد الحق الزوالي وعبد
القادر البدوي، الذي أشاد بهم الكاتب لحسن قناني، لكن طرح بشأنهم بعض المآخذات
تضمنتها بعض فقرات الكتاب الجديد... كما أفرد عدد كبير من صفحات المؤلف لمسرح طاهر
دحان وحسين حري ومحمد مسكين وعبد السلام بوحجر، هذا الأخير الذي أبدع بشكل جيد في
مسرحية "الصخرة" التي
ناقشت عن قرب معاناة عمال المناجم:
ومسرحية " تفاحة آدم" للمبدع طاهر دحان التي تبناها المقهى الأدبي
بالتحليل والدرس في قادم الأيام، وقضايا حقوقية جادة وهادفة في كتابات حسين حري.
هذه الشهادة علق عليها لحسن قناني عقب
القراءة بفخر واعتزاز كمبدع مسرحي راكم الشيء الكثير في مجاله، ويحتاج
بالمناسبة لدوكتراه شرفية حسب منشط اللقاء فؤاد عفاني، كما أن أعماله لازالت لم تحظى مع الأسف بالعناية اللازمة من لدن
المشتغلين في المسرح المغربي، كما أن أعماله التي جسدت على الركح حازت على جوائز
وطنية ودولية مهمة، وتحتاج من النقاد والباحثين نظرة شمولية للنقد والبحث في أعمال مبدع منزوي في
الظل، لكن يشتغل في صمت.
بعد التوقيع لمؤلف "المسرح
والمسألة الحقوقية"، قدمت فرقت "لبلاد" مسرحيتها الجديدة "واك
واك الحق" بفضاء المقهى الأدبي "لاميرابيل"، بالرغم من ضيق الفضاء، وهي مسرحية جادة تنهل من الواقع المغربي
والعربي الشيء الكثير، تأليف الأستاذ لحسن
قناني، وتشخيص كل من: محمد دويدو، ويوسف عليلو، الصادق محمد أمين، وعبد
الله بوجرود، والمحافظة العامة، كانت لمحمدين قدوري، وللتذكير فقط أن هذه المسرحية
حازت على جائزة أحسن إخراج في المهرجان الدولي بفكيك شهر أبريل المنصرم.
التحليق عبر بوابة الحلم للتنصل من الموبوء/بقلم مالكة عسال
11:35 ص
المقهى الأدبي وجدة
التحليق عبر بوابة الحلم للتنصل من الموبوء/بقلم مالكة عسال
2014-10-17T11:35:00+01:00
المقهى الأدبي وجدة
Comments
بقلم الأديبة والكاتبة المغربية مالكة عسال
قراءة خاصة في كتاب فضفضة للكاتب المبدع إدريس عبد الجبار
لقد سبق أن قرأت بعضا من نصوص المبدع عبد الجبار إدريس خارج مدار هذه المجموعة ،وأعجبت بمتنها اللغوي وسردها الحكائي السلس ،وسلاسة تلاحق الأحداث تعاقبها في انسجام تام ..فقادتني إلى مجموعته الرقمية المعنونة ب"فضفضة "لأجوب مغاورها وكهوفها قدر المستطاع ..وقبل أن أحفر بمعولي البسيط في تضاريسها، وأباشر مغامرتي في الانحدار والصعود مع مهاويها وقممها ،استفزني العنوان المؤلف من كلمة واحدة كمصدر من فعل "فضفضَ يُفضفض فضفضة " ،وهو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه ، لتصبح الجملة مكتملة لفظا ومعنى "هذه فضفضة " وتعني التنفيس عن النفس وإفراغها من حمولة همها اليومي ،وما تعج به من آلام ..لتطهيرها وضمد جراحها ورأب أثلامها ،وهذا جلي في العناوين الجزئية للنصوص:
ــ البوح الأول
ـ والبوح الثاني
.....
وهذه العناوين الفرعية لم توضع عبثا وبشكل عفوي تلقائي ،بل تشدها خيوط رفيعة إلى العنوان الرئيسي ... "فضفضة"
فالمبدع يركب صهوة البوح عبر التحليق إلى العالم الآخر ،غير عالمه الواقعي الذي تبتر حواشيه الجرائم ، وتتخلل سراديبه عللٌ متورمة ،للتعبير للكشف للتعرية للفضح فالتجأ إلى الإبداع ،صرحِه المختار الذي أثثه بالحرف والكلمة ،باحثا به وفيه عن موطن للجمال تغتسل فيه النفس ،فيُفرغ في يم البوح السردي ما يثقل العمق بلعبة فنية سردية رائعة ،" أجمل اللحظات التي أدون فيها مشاعري بعبق الأحزان كله "فالأدب لديه هو مفتاح سره ،وعلبته السوداء الفريدة التي يخفي فيها مخزون الذات ،والذي قد يسكبه فيها كيف شاء سرا أو علانية ،دون حسيب أو رقيب ، فالأدب هو العصا السحر ية التي ينفض بها الغبار العالقة بالنفس كي تتطهر .فتخرج من مسبح النقاء صافية .. فالذات المبدعة تعيش أوضاعا مأزومة ،تهيمن عليها رغبة الانعتاق مما يشدها إلى واقع معلول ،فتنطلق سعيدة في حرية مطلقة ، لتؤثث لنفسها منبرا فريدا تتعبد فيه بعيدة عن الأنفس الآثمة والأيادي الفاجرة ،التي تلوث الأوضاع بخبثها الصاعد أجتز الخيانة من بين قطوفٍ علا شذاها الملوث فوق مراقد مزيفة,نرقد فيها أحياءاً دون روح دون جسد دون إحساس ونحن نلوك كلماتنا الأخيرة...
الكاتب يريد العبور بذاته ،والسمو بها في أقطار السماوات السبع ، إنني مكمم بإزار قرمزي محموم يهزني إلى السماء أمتاراً للابتعاد عن أوضاع موبوءة ،يريدها الكاتب في حلة من البهجة والفرح ،والحال أنها ليست كذلك ،وليس بيد المبدع إمكانيات للتغيير اجتاحته حالة من التوتر العنيف والانفعال الحاد ،فأصبح يعيش صراعا أبديا خانقا ،تتمرد معه نفسه ،ويستيقظ به وعيه ويصحو له ضميره .. كان الصراع ليلاً أكبر مما كنت أتوقعه,في عتمة الليل..
وما الصراع الليلي هنا إلا الصراع الواقعي في ظل الهيمنات ،التي تخطف الأوطان من بين الأقدام ،وتنثر أعاصير الاجتياح والتشرد لبني الإنسان ،والقهر المستفحل الذي غرز مخالبه في شرائح كبرى من بني البشر ،واغتيال القيم الجميلة ،وتفشي الرذائل بكل أنواع الظلم والجبروت والطغيان ،والفتن المتقدة التي تودي بالأرواح إلى جحيم الموت والإبادة ،فتغتال الأبرياء ، وتسحق الطبقات الدنيا ،حيث أصبح معه العالم مبهما تكتنفه أسرار غير مفهومة ،والعقل شاردا والذهن تائها في تخوم أسئلة جامحة تغور أجوبتها في كنه المستحيل .." أنا أكره التبعية المختلطة بروح القوانين الفاسدة هاته,"وللخروج من هذه العتمة المطنبة والمعمعة الحامية ت،حاول الذات المبدعة التنصل منها بالهروب بالفرار، بالابتعاد إلى ملاذها الفاتن الذي اختارته عن طواعية عبرعدة بوابات ضيقة :
ــ بوابة الأمل لتحقيق المأمول المرغوب فيه ..
ــ بوابة الحلم سواء الحلم أثناء النوم ،أو الحلم بمتمنيات النفس وماتصبو وتطمح إليه ..
ــ بوابة الخيال المجنح الهائم عبر دوائر الفضاء الرحب، كنت أتخيل نفسي مرات تلو الأخرى أخيلياً من بني جلدة الرومان وذلك للكشف عما في النفس ، وبالتالي يدفع القارئ إلى فهم العالم المحيط به ،ومن وجه ثالثة للدوس على الأشياء الذميمة المكتنزة بالبؤس والأسى، التي خلخلت الذات المبدعة ،وغرزت في عمقها نصالا حادة حارقة ،أيقظتها من وطأة القهر والإزدراء ،وناولتها مشعل البحث عن سبل التغيير لتحقيق غد أرقى وأفضل ... " إني أحب أن أتمرد..."وهذه الأشياء مجتمعة تظافرت وتعانقت بمتنافراتها وأضدادها ، فاستوعبتها الذات المبدعة ،لتعيد تركيبها في عجنة جديدة بآليات جديدة وصياغة جديدة ،لملمتها من تجارب الآخرين ومن واقعها المعيش ،والمحيط ،ومن التفكير العميق ،والتأمل بعين فاحصة ناقدة في كل مايجري ويقع ...فكان المجال المهيأ على سعته هو البوح ،فخلقت عالمها المنفرد بطقوس أخرى غير الموجودة في الواقع ،بلغة ثرية ضربت جموح الشعري ،وخلخلت الجانب النثري ..تنقل الأشياء من خلال نعوتها وصفاتها لنقل الأفكار ، محولة حدود ماهو موجود في عالم الناس،بلغة رمزية تخييلية إلى عالم الشياطين والأبالسة .. تتراقص تارة بالصور المجازية الإيحائية ،وتحاور أخرى بالعادي المألوف ، بعناصر إيقاعية جعلها تبلغ ذروتها في الاتساق والانسجام ،بمعجم مكتنز بألفاظ جميلة وأسلوب خاص يمتاز بالسلاسة ،والدقة في لعبته السردية الفريدة بسيطرة الصور على المعنى ،كظاهرة بنائية نفسية في نصوصه ،تحتشد بأشياء جاهزة تعيش في واقع المبدع،فتتجمع وتتضام في خلق فني ليُخرج للمكتبة العربية مجموعة قصصية ضخمة تكتنز بآفاق فسيحة متعددة في الحياة .. عنوانها" فضفضة "
بقلم الأديبة والكاتبة المغربية
الأستاذة الأكاديمية مالكة عسال
بتاريخ 01/10/2014
قراءة خاصة في كتاب فضفضة للكاتب المبدع إدريس عبد الجبار
لقد سبق أن قرأت بعضا من نصوص المبدع عبد الجبار إدريس خارج مدار هذه المجموعة ،وأعجبت بمتنها اللغوي وسردها الحكائي السلس ،وسلاسة تلاحق الأحداث تعاقبها في انسجام تام ..فقادتني إلى مجموعته الرقمية المعنونة ب"فضفضة "لأجوب مغاورها وكهوفها قدر المستطاع ..وقبل أن أحفر بمعولي البسيط في تضاريسها، وأباشر مغامرتي في الانحدار والصعود مع مهاويها وقممها ،استفزني العنوان المؤلف من كلمة واحدة كمصدر من فعل "فضفضَ يُفضفض فضفضة " ،وهو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه ، لتصبح الجملة مكتملة لفظا ومعنى "هذه فضفضة " وتعني التنفيس عن النفس وإفراغها من حمولة همها اليومي ،وما تعج به من آلام ..لتطهيرها وضمد جراحها ورأب أثلامها ،وهذا جلي في العناوين الجزئية للنصوص:
ــ البوح الأول
ـ والبوح الثاني
.....
وهذه العناوين الفرعية لم توضع عبثا وبشكل عفوي تلقائي ،بل تشدها خيوط رفيعة إلى العنوان الرئيسي ... "فضفضة"
فالمبدع يركب صهوة البوح عبر التحليق إلى العالم الآخر ،غير عالمه الواقعي الذي تبتر حواشيه الجرائم ، وتتخلل سراديبه عللٌ متورمة ،للتعبير للكشف للتعرية للفضح فالتجأ إلى الإبداع ،صرحِه المختار الذي أثثه بالحرف والكلمة ،باحثا به وفيه عن موطن للجمال تغتسل فيه النفس ،فيُفرغ في يم البوح السردي ما يثقل العمق بلعبة فنية سردية رائعة ،" أجمل اللحظات التي أدون فيها مشاعري بعبق الأحزان كله "فالأدب لديه هو مفتاح سره ،وعلبته السوداء الفريدة التي يخفي فيها مخزون الذات ،والذي قد يسكبه فيها كيف شاء سرا أو علانية ،دون حسيب أو رقيب ، فالأدب هو العصا السحر ية التي ينفض بها الغبار العالقة بالنفس كي تتطهر .فتخرج من مسبح النقاء صافية .. فالذات المبدعة تعيش أوضاعا مأزومة ،تهيمن عليها رغبة الانعتاق مما يشدها إلى واقع معلول ،فتنطلق سعيدة في حرية مطلقة ، لتؤثث لنفسها منبرا فريدا تتعبد فيه بعيدة عن الأنفس الآثمة والأيادي الفاجرة ،التي تلوث الأوضاع بخبثها الصاعد أجتز الخيانة من بين قطوفٍ علا شذاها الملوث فوق مراقد مزيفة,نرقد فيها أحياءاً دون روح دون جسد دون إحساس ونحن نلوك كلماتنا الأخيرة...
الكاتب يريد العبور بذاته ،والسمو بها في أقطار السماوات السبع ، إنني مكمم بإزار قرمزي محموم يهزني إلى السماء أمتاراً للابتعاد عن أوضاع موبوءة ،يريدها الكاتب في حلة من البهجة والفرح ،والحال أنها ليست كذلك ،وليس بيد المبدع إمكانيات للتغيير اجتاحته حالة من التوتر العنيف والانفعال الحاد ،فأصبح يعيش صراعا أبديا خانقا ،تتمرد معه نفسه ،ويستيقظ به وعيه ويصحو له ضميره .. كان الصراع ليلاً أكبر مما كنت أتوقعه,في عتمة الليل..
وما الصراع الليلي هنا إلا الصراع الواقعي في ظل الهيمنات ،التي تخطف الأوطان من بين الأقدام ،وتنثر أعاصير الاجتياح والتشرد لبني الإنسان ،والقهر المستفحل الذي غرز مخالبه في شرائح كبرى من بني البشر ،واغتيال القيم الجميلة ،وتفشي الرذائل بكل أنواع الظلم والجبروت والطغيان ،والفتن المتقدة التي تودي بالأرواح إلى جحيم الموت والإبادة ،فتغتال الأبرياء ، وتسحق الطبقات الدنيا ،حيث أصبح معه العالم مبهما تكتنفه أسرار غير مفهومة ،والعقل شاردا والذهن تائها في تخوم أسئلة جامحة تغور أجوبتها في كنه المستحيل .." أنا أكره التبعية المختلطة بروح القوانين الفاسدة هاته,"وللخروج من هذه العتمة المطنبة والمعمعة الحامية ت،حاول الذات المبدعة التنصل منها بالهروب بالفرار، بالابتعاد إلى ملاذها الفاتن الذي اختارته عن طواعية عبرعدة بوابات ضيقة :
ــ بوابة الأمل لتحقيق المأمول المرغوب فيه ..
ــ بوابة الحلم سواء الحلم أثناء النوم ،أو الحلم بمتمنيات النفس وماتصبو وتطمح إليه ..
ــ بوابة الخيال المجنح الهائم عبر دوائر الفضاء الرحب، كنت أتخيل نفسي مرات تلو الأخرى أخيلياً من بني جلدة الرومان وذلك للكشف عما في النفس ، وبالتالي يدفع القارئ إلى فهم العالم المحيط به ،ومن وجه ثالثة للدوس على الأشياء الذميمة المكتنزة بالبؤس والأسى، التي خلخلت الذات المبدعة ،وغرزت في عمقها نصالا حادة حارقة ،أيقظتها من وطأة القهر والإزدراء ،وناولتها مشعل البحث عن سبل التغيير لتحقيق غد أرقى وأفضل ... " إني أحب أن أتمرد..."وهذه الأشياء مجتمعة تظافرت وتعانقت بمتنافراتها وأضدادها ، فاستوعبتها الذات المبدعة ،لتعيد تركيبها في عجنة جديدة بآليات جديدة وصياغة جديدة ،لملمتها من تجارب الآخرين ومن واقعها المعيش ،والمحيط ،ومن التفكير العميق ،والتأمل بعين فاحصة ناقدة في كل مايجري ويقع ...فكان المجال المهيأ على سعته هو البوح ،فخلقت عالمها المنفرد بطقوس أخرى غير الموجودة في الواقع ،بلغة ثرية ضربت جموح الشعري ،وخلخلت الجانب النثري ..تنقل الأشياء من خلال نعوتها وصفاتها لنقل الأفكار ، محولة حدود ماهو موجود في عالم الناس،بلغة رمزية تخييلية إلى عالم الشياطين والأبالسة .. تتراقص تارة بالصور المجازية الإيحائية ،وتحاور أخرى بالعادي المألوف ، بعناصر إيقاعية جعلها تبلغ ذروتها في الاتساق والانسجام ،بمعجم مكتنز بألفاظ جميلة وأسلوب خاص يمتاز بالسلاسة ،والدقة في لعبته السردية الفريدة بسيطرة الصور على المعنى ،كظاهرة بنائية نفسية في نصوصه ،تحتشد بأشياء جاهزة تعيش في واقع المبدع،فتتجمع وتتضام في خلق فني ليُخرج للمكتبة العربية مجموعة قصصية ضخمة تكتنز بآفاق فسيحة متعددة في الحياة .. عنوانها" فضفضة "
بقلم الأديبة والكاتبة المغربية
الأستاذة الأكاديمية مالكة عسال
بتاريخ 01/10/2014