ملتقى الهلوسة

"المهلوسون الجدد"

 يعقدون ملتقاهم الوطني الأول بوجدة تحت شعار

 "الهلوسة سخرية الأدب ...وأدب السخرية"

 

  فيديو أمسية الهلوسة  

 متابعة نعيمة لحروري عن بوعرفة سيتي

 

احتضن المقهى الأدبي بوجدة، بتنسيق مع صفحة "المهلوسون الجدد" الفيسبوكية يوم الثلاثاء 30 يوليوز المنصرم نشاطا ثقاقيا يعد الأول من نوعه في المغرب، باعتبار مضمون الأمسية الأولى لملتقى المهلوسين تحت شعار:"  الهلوسة سخرية الأدب ...وأدب السخرية".

يذكر أن  موضوع الهلوسة الأدبية كان قد انطلق منذ حوالى سنيتين، على أيدي بعض المثقفين الشباب أطلقوا على أنفسهم "المهلوسون الجدد"، وأثار تأسيسهم للصفحة العديد من الردود منها المتقبلة لما طرحوه من إشكالات، وما أرادوا محاربته من مظاهر ثقافية مشينة ومنها الرافضة لخطابهم..

ومواصلة منهم لتثبيت فكرتهم على أرض  الواقع بادروا  بتنظيم ملتقاهم الوطني الأول بمدينة وجدة والذي عرف حضور بعض المهلوسين من عدة مدن مغربية وكذا العديد من الوجوه الثقافية الوازنة بمدينة وجدة، والذي ثمنت تجربة هؤلاء الشباب وعلى رأسهم الشاعر محمد علي الرباوي الذي كانت له كلمة أثنى فيها على شعراء صفحة "المهلوسون الجدد" ومبدعيها وأقر بشاعريتهم وحسن اطلاعهم.

وقد انطلقت الأمسية بمداخلة للمهلوس رشيد أبو نزار الذي سرد بطريقة كرونولوجية كل ما يهم صفحة المهلوسين الجدد، انطلاقتها والمقالات التي كتب عنها، لينتقل الى الحديث عن تعريف الهلوسة مؤكدا أن هناك هلوسات متعددة، فكل شخص من هؤلاء المؤسسين  له  طاقة من الرفض اختار لها الشكل  الذي يراه مناسبا للتعبير عنها، لكن  القاسم المشترك بينهم هوالجنون الذي بداخله حكمة يستنبطها القارئ آخر كل هلوسة.

بيد أن منهم من رفع الهلوسة إلى درجة الفلسفة، أو هي" حالة وجودية يعيشها الإنسان المبدع في ظل ظروف تعج بالرديء والغث" كما صرح بذاك الشاعر محمد العوينة مضيفا أن "الهلوسة ذوق لا يستسيغ رداءة الواقع...لكن مع معالجته بالطرق اللطيفة...بالسخرية..بالفكاهة..باللامبالاة".

 بينما أكد المهلوس رشيد أبو نزار على أن الهلوسة خطاب يختلف عن أنواع كثيرة وسائدة من  الخطابات:عن الخطاب السياسي الخشبي..عن خطاب الشارع الشفوي الساذج..عن الخطاب الأكاديمي المتعالي...عن الخطاب الاديولوجي بشقيه الديماغوجي والدوغمائي عن الخطاب الهزلي التهريجي...عن الخطاب المجاملاتي الشيميكولوري...عن الخطاب الأخلاقي المثالي...

كما عرف اللقاء مداخلات أخرى، الأولى للشاعر والكاتب محمد العرجوني أحد مؤسسي المقهى الأدبي بوجدة، الذي أقر أن تنظيم هذه الأمسية الأولى للهلوسة تحت شعار: السخرية في الأدب وسخرية الأدب،" إنما اعتراف من المقهى الأدبي بأهميتها، وتماشيا مع منتوج فرض نفسه على كل الأصعدة( الصحافة والإعلام والأنترنيت). مؤكدا أن "الهلوسة نتاج حالة نفسية يعيشها المبدع الواعي بمجتمعه، نتاج حالة خراب ربما تقربنا من الحالة النفسية للسرياليين، نظرا للأزمات الثقافية والاجتماعية والسياسية، التي خلقت نوعا من التوتر لدى المواطن المبدع، نتيجة لفقدان الأمل والضبابية التي تميز مستقبل شباب طال انتظاره.."

فيما المداخلة الأخيرة عادت  للمهلوس العموري الذي تحدث عن دور المهلوسين في خلخلة المشهد الثقافي في ظل مسخ ثقافي يحتاج إلى من يسمي الأشياء بمسمياتها ورفض النقد المجاملاتي الذي لا يخدم الثقافة عموما والأدب خاصة.

هذا وتخلل الملتقى قراءات لكتاب ومبدعين عشقوا الكتابة الساخرة ونسجوا منها نصوصا أمتعت الحضور .