السبت، 8 ديسمبر 2012

حمام بوسيف/بقلم /مريم لحلو


حمام بوسيف

بقلم /مريم لحلو
- ألو فاطمة.
_نعم،ما الخطب؟
- تعالي بسرعة إلى المختبر.يجب أن تعيدي التحليلات.ربما هناك خطأ ما.
- خطأ؟

نظرت إلى ممرضة الاستقبال التي سمعت كل المحادثة،واعتذرت منها ثم خرجت.
لم تنتبه لكل تلك الواجهات التي دأبت التملي في عارضات أزيائها أو قراءة الأثمنة الخيالية المعلقة بها.بل ظلت ساهمة طوال الطريق...خطأ في التحليلات؟؟
سألها الممرض وهي تكشف عن ذراعها بعض الأسئلة المريبة.عاد بعض لحظات وقال لممرضة أخرى : النتيجة السابقة نفسها.
تبادلت هي وزوجها النظرات الحائرة:وسألا معا:ما الخبر؟ قالت ممرضة الاستقبال مطمئنة:لا داعي للقلق،الطبيب المعالج سيخبركم.ربما ود الطبيب لو أخبرتهم هي وكفته مؤونة التنقيب عن كلمات مناسبة.رد الزوج وكأنه سمعها:هؤلاء الأطباء لا قلوب لهم...تعودوا على المرض وعلى حالات أسوأ، لا تقلقي أنت في صحة جيدة.
- من الضروري سيدتي أن يفحصك الطبيب في "بوسيف". هكذا أمر الطبيب بكل بساطة.
- ولكن،ألا يمكن زيارة مصحة خاصة؟.
- لا يمكن.أحسن الأطباء و أحسن الأجهزة تجدينها في المستشفيات العمومية.
- أعرف ،ولكن أجهزتها دائما معطوبة أومعطلة وأطباؤها ...
- طلبي زَهْرَكْ.
- إذا لابد من التبكير إلى "حمام بوسيف" هذا .همهمت بكل انكسار.
بدأت رحلة التنقيب أمام جهاز الحاسوب.الشيخ غوغل سيخبرني حقيقة مرضي.نقص في الكويرات البيضاء.ماذا تعني؟؟الذي دُرِّسنا أن الكرويات الحمراء هي المهمة.فمابالها البيضاء هي أيضا" خرجت لنا من الجنب" يبدأ محرك البحث في الدوران ...سيل من المعلومات..الهواجس تبدأ في التناسل...إني على شفير الهاوية...الموت يترصدني...سيذبل جمالي...سيذوي جسمي ...سأصبح مثل هيكل عظمي...ستتعقبني نظرات الشفقة مثل سياط تلهب قلبي...سأترك أبنائي... سيتوسَّدون"العَتَبَة".
آه......لقد تعبت من التحمل... صعب أن تلقى نهايتك كالأشجار واقفا… متى ينام الجميع لأختلي بنفسي قليلا.وأطرق باب الرجاء متخفية حتى لا يقبض علي متلبسة بالحزن الكثيف على نفسي،على أشياء أريد أن أقولها، على أشياء لم أقلها بعد، على دنيا زائلة ولكنها حبيبة.
كل هذه الجماهير المتكدسة التي تكاد تخلع الباب الموصد لها موعد اليوم؟ سيكفيهم يوم واحد؟ ثم على حين غرة يبدأ الجري…تنسل ،رغم الوجع،ابتسامة عميقة بفعل انبثاق حمام لزعر فجأة من الذاكرة ..هل تجرين أنت أيضا؟ أنت من تعود على الوقار أو عوّدته المحفظة الثقيلة عليه؟فأنت مازلت غرة لا تجربة لك.هنا الكل أخذ مواقعه إلا أنت تقفين كطفل تائه، وكأنك المريضة الوحيدة ،ولعلك السليمة الوحيدة الأكثر مرضا مادام كل المرضى ،وحتى ذوو الاحتياجات الخاصة سبقوك. فكلهم تمرسوا وأصبحوا خبراء في الصحة العمومية، يدل على ذلك الأكياس البلاستيكية المنتفخة بالتحليلات و” لكليشيات والهم لكحل” والدفتر من فئة مئتي ورقة الذي تعودت أن تراقبي مثله، هنا لونه أكثر اصفرارا لكثرة الأيدي التي مرت عليه من ممرضين وأطباء ،ومتدربين “وكل واحد يلغى بلغاه” .موعد بعد شهرين، آخر بعد ثلاثة، لعلك تكون قد قضيت نحبك وارتحت وأرحت الصحة العمومية من نفقاتك . تفتح إحدى المسنات فما أدردا وتقف خطيبة أمام الطابور الطويل:الشافي هو الله سبحانه نأتي بمرض واحد من منازلنا ونعود إليها بعد زيارة “حمام بوسيف” بثلاثة.يقهقه المرضى،وتتناسل الأحاديث بينهم وكأنهم في مقهى شعبي.
- لايمكن.قال الطبيب...لاشك أن هذه التحليلات خاطئة.أعيديها في مختبر المستشفى العمومي،وعودي...بعد...ثلاثة أشهر...
- ثلاثة أشهر؟؟؟
صدق من سماه حماما و جعله ذا سيف بل سيوف
.

غزو العراق/بقلم /عيسى حموتي

غزو العراق
بقلم /عيسى حموتي
 
ربطُُ برلينَ ببغدادَ القــــــــلاعْ
ظل مشروعا لِجِرْمانٍ رعـــاع
بطريق من حديد للقــــــــطار
فوق ثلج ببريق و التمـــاعْ
ريح حلم ضاع حتى حك أنف
عصبة تسعى لترويض السباع
علِمتْ أطماعُ حِلفٍ بالنوايا
وزمامٌ من بني الأتراك ضاعْ
فسعى من حيث لم يدر إلى حفـ
ــظ سلام يختفي دون انقطاع

ساد قوم دون تاريخ أغّر
نسب أوضع من جنس الضباع
مَنْ حديثا ضهدوا عرق الهنود
من أحال الحمرَ شيوخا و وِجاعْ
ساد ينوي مد أنبوبٍ من سواد
نحو أرض،هي نبعٌ للــــــخداعْ
مَنْ بنى بالدم أبراج جحيم
يدعي إنقاذ إنس من ضيــــــــاعْ
قد قضى ردحا من الدهر يكيد
في سباق من نفاق بقنـــــــــــاعْ
يقتفي آثار صَيْدٍ،ما قَصَى إلـْـــ
لا وسُفْيــــاتٌ تهاوى في تداعْ(ي)
فخلا الجو له، عاث فســــادا
أسدا في غابة ساس الضبـــــــاعْ

ادعى تجنيب شعب بطش طاغ
طمعا في حقل نفط وضِــــــــياع ْ
ادعى إرساء قانون الدمـــقرا
طيّة،دون حياء ،لم يـــــــــــراعْ
اللقيطُ ابنُ الزنا تاريخ شعب
في عراق لحضاراتــــــه راعْ(ي)
كيف يُرسي فاقد الشيء نظاما
كيف تقرير مصير بالخــــــــداعْ
كيف ينهى عن سلوك مـَن أتاه
ما أحس الفظ خزيا وارتـــداع

وعلى رقعة شطرنج كَشَـــاه ِ
خلفه جمعٌ كَسَقْطٍ من مـــــتاع ْ
جيشُ عُربٍ،عبدوا دون الإلاه
بطش واشنْطَنْ،وبئس الانصيـاعْ
عَرْضَ صَخْرٍ، ضربوا دين إلاه
لحسوا نعلا لأنجاسٍ الرعــــــاعْ
من سلاح ،قيل محـــــذور تراهم
جسمهم يوقى، على الوجه قناع ْ
معدن أسرع من ومضٍ لِبرقٍ
قد هوى يحرق ساحاتٍ شساع ْ
شُهب تهبط بالآلاف تلاقت
حِمما ،تصهر شمسا و القلاعْ

قتلوا طفلا وشيخا وعجوزا
قد تحدوا كل ميثاق شجـــــاعْ
عرّضوا بالشلو جهرا،استحال
ربْعُنا ليلا ،مزارا للضبـــــاع ْ
جثث،وسط طريق والكلاب
تبقر البطن ومعْيٌ في تــداعْ(ي )

بابلٌ في لحده يذرف دمعا
وهْو يرثي مجد قوم كالشعــــاعْ
بابلٌ في لحده يبكــي بلادا
مثقلٌ تاريخُه والدهــــــــر واعْ(ي)
بتراث، ما حواه متحف في
عالم إلا سرى من ذي البــــــقاعْ
سُرق اليوم وسِرْبَرْ في سبات
غافلا نام على جمر المتـــــــــاعْ

أمل الأحرار عزّ ومناهم
يقظة، تُعلي بقدر المســــــــتطاعْ

إن كبا الفارس يوما لامناص
يستوي منتصبا نور شعــــــاع
ذجلة الخير دماء للعراق
طالما غذت شرايين الســــباع
ذا امتحان من إلاه الــــــعالمين
واختبار لذوي لب يبـــــــــاعْ
أن يعودوا عن هواهم تائبين
وغفور مالك الرق المطــــــــاعْ

05-12-2012

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م