قراءة في كتاب: القصيدة المغربية وأفق القراءة
–كتاب جماعي من إصدارات المقهى الأدبي وجدة-
بقلم /د.الهام الصنابي
قبل البدء:
المقهى الأدبي بوجدة ، هو فكرة هادئة تحققت على أرض الواقع ، فكان المكان وكان الزمان، وكان الأدب رافعة أساسا لهذا الفضاء البهي، المقهى الأدبي إضافة نوعية هامة للثقافة بالجهة الشرقية تجسدت بشكل ملموس في لقاءاته وأنشطته الأدبية والفنية والثقافية، التي دأب على القيام بها وتنظيمها بانتظام، كما تجسدت بشكل واضح في الإصدارات التي بدأ يساهم بها هذا الفضاء الأدبي في إغناء الساحة الأدبية والنقدية والإبداعية، فكان الديوان الشعري الذي ضم بعضا من أسماء رواده الشعراء تحت عنوان "سماء أخرى تظلنا" ثم توالت الإصدارات بهذا الكتاب الذي جاء بعنوان "القصيدة المغربية وافق القراءة"
1-عين على العتبات:
عتبه العنوان:
إن العنوان هو العتبة الأساس لدخول أي نص مهما كان انتماؤه، وهو تكثيف دلالي لمحتوى الممتن المقروء، فهو نص موازي، أو كما قال مطاع الصفدي: كالاسم للكتاب، وعنوان هذا الإصدار الذي نقدمه هذه الأمسية جاء مركبا اسميا من جملة اسمية ومعطوف عليها، فالقصيدة تحدد لنا الجنس الأدبي الذي سيكون مجال الدراسة والبحث النقدي، أما المغربية فهي محدد لانتماء شعراء القصيدة، فيحين جاءت عبارة أفق القراءة لتكون مشيرا إلى زوايا النظر وتطلعات القراء حسب اختلاف ثقافاتهم ومرجعياتهم إلى هذا الجنس الأدبي،
إلا أن نظرة أفقية على محتويات الكتاب تجعلنا نضع علامة استفهام حول وجود اسم شاعر جزائري ضمن هذا التحديد الجغرافي : المغرب: قد نجد الإجابة على هذا الاستفسار ضمن وضعية هذا الشاعر الذي اختار المغرب موطنا للاستقرار بعدما افتقد في بلاده ما وجده في المغرب: الأمن والأمان وممارسة أنشطته الإبداعية والحياتية بكل حرية،
عتبة الصورة:
تعبر الصورة المصاحبة للعنوان عن زاوية نظر موازية له، تحمل مجموعة من الإشارات الدالة التي بإمكانها أن تضفي دلالة وبإمكانها أن تعطي ايضا مجالا لإعمال النظر والفكر من زاوية معينة، فهي عبارة عن صورة تشكيلية تحمل طابعا تراثيا تقليديا، هي صورة باب قديم بأقواس ذات هندسة قديمة، امتزجت ألوانه بين البني والأصفر على أرضية زرقاء مع بعض من الحواشي البيضاء، وقد تكررت الصورة، أو جوانب منها ثلاث مرات مشكلة ما يمكن اعتباره صدى الصورة، لتصل إلى أفق ما، وهو ما تشير إليه كلمة أفق في العنوان، إن الأرضية الزرقاء التي طغت على واجهتي الغلاف تؤسس لفضاء بعيد يريد الناقد المغربي أن يصل إليه من خلال تناوله للقصيدة الشعرية المغربية إن إبداعا أم نقدا،
أما خلفية الغلاف فقد توزعت عليها صور الباحثين والنقاد الذي زينوا فضاء المقهى الأدبي بمداخلاتهم والتي تضمنها هذا الإصدار، وهم على التوالي، د عبد السلام بوسنينة ، رشيد سوسان، مريم لحلو، مصطفى سلوي، محمد العرجون، محمد دخيسي أبو أسامة، فؤاد عفاني والطيب هلو،
نظرة عمودية
إن نظرة عمودية على فهرست الكتاب تظهر بنيته التي قامت على تقديم ومقدمة، وبعدها المداخلات والقراءات النقدية والتي اتخذت أفاقا متعددة وزوايا نظر مختلفة تعكس الثراء المعرفي والمنهجي لرواد المقهى الأدبي بوجدة
2-نظرة أفقية: بين دفتي الكتاب:
كلمة المقهى الأدبي: كانت بمثابة التقديم الذي استهل به هذا الإصدار، عرض من خلالها الأستاذ عيسى حموتي على لسان "المقهى الأدبي" فكرة تأسيس هذا الفضاء الذي كان في البداية مجرد خاطرة جالت بخلد الفنان يحيى دخيسي أثناء تنظيمه معرضا تشكيليا في فضاء la mirabrllle، ليكون أول تجسيد حقيقي عام 2012، حيث التحقت مجموعة أخرى من مثقفي الجهة بالفضاء، وتوالت الأنشطة من توقيعات وقراءات في أعمال منها ما هو ابداعي سردي ومنها ما هو شعري ومنها ايضا ما هو نقدي، فكان الإصدار الجماعي الأول الذي اتخذ صبغة شعرية من خلال الديوان الجماعي "سماء أخرى تظلنا"
كلمة المقدمة: أعطت إضاءة حول فكرة إصدار هذا المؤلف الذي هو في الأصل مجموع مداخلات وقراءات وعروض تم إلقاؤها في فضاء المقهى في إطار التوقيعات أو التقديمات، وقد أشرف على تنقيح هذه المادة العلمية لجنة علمية مدققة، باعتماد مجموعة من المعايير المعتمدة في جمع المادة، وقد عرجت المقدمة على بيان مكانة هذا الإصدار ضمن الساحة النقدية،
أما العروض والمداخلات النقدية فقد استهلت بمداخلة للدكتور عبد السلام بوسنينة بعنوان: قراءة في عتبات "أوريات آو مجنون بنت الريف" للشاعر عيسى حموتي، مبينا في البداية أهمية العتبة باعتبارها المعين الأول للقراءة، حيث انتقل بعدها إلى دراسة تركيبية معجمية فوقف عند كلمة اوريات، باعتبارها لا منتمية إلى المعجم العربي،قلبيات: باستثناء صيغة المؤنث التي جاءت عليها، متسائلا عن سر التوظيف والغاية من الانزياح، أما دلاليا فقد أفضى بالناقد إلى الوقوف عند انسجام مكونات العنوان، في الإيحاء إلى العشق والحب وجنون الذات الشاعرة وشغفها، وينتقل بعد ذلك الباحث إلى دراسة الصورة باعتبارها مكملا لدلالة العنوان، حيث تظهر المرأة مختفية في فضاء تراثي من مدينة مكناس، ويستخلص الباحث أن ثمة علاقة بين هذه المكونات وحددها في الارتباط بالموروث والتقاليد الذي يميز نساء الريف، وبعدها وقف عند عتبة اسم الشاعر عيسى حموتي الذي أضاف إلى مركبه الاسمي لفظة "أوري" مرجحا أن تكون الياء هنا للنسبة، ليكون الرابط بين كل هذه العتبات هو صفة الذات غير المنفصلة عن الحب الجارف،
أما المداخلة الثانية فقد كانت للأستاذ الباحث رشيد سوسان وعنونها ب " من رسائل مخطوط أُكتو، قراءة في أضمومة مخطوط أُكتو للشاعر سعيد هادف، إذ استهل الباحث عرضه بمجموعة من الأسئلة حول المخطوط وطريقة البحث فيه، مبينا أن المقصود من "اكتو" هو اختصار لكلمة أكتوبر، وبالتالي فالمخطوط "تصوير لأحداث أليمة عاشها الشاعر والشعب الجزائري"وقد وقف الباحث على تسع تصنيفات تضمنها المخطوط، متدرجة من الذاتي إلى القومي، حيث بين الباحث حضور الغربة والضياع في تجربة سعيد هادف في رسائله الذاتية من خلال تصوير البؤس والخيبة، منتقلا الى الرسائل الإنسانية حيث ركز الشاعر حسب الناقد على وصف المحن الإنسانية عموما في مختلف الأوضاع، لينتقل للحديث عن الرسائل الجمالية وقد قصد بها تلك التعابير اللغوية الموحية والرموز الشعرية واللغة الشاعرة التي دبج بها رسائله، إضافة إلى استثمار الأساطير والتراث الأمازيغي، أما الرسالة الرابعة فهي تتخذ صبغة رومانسية موقوفة التنفيذ حسب رأي الباحث، أما الرسائل الوطنية فهي موجهة إلى الشعب الجزائري الذي عاش ردحا من الزمن تحت وطأة الإرهاب والتطرف، فتكون الرسالة الموالية مغاربية حيث يخصص الباحث الحديث فيها عن تجربة الشاعر التي أشارت إلى الحدود الفاصلة بين دول المغرب، لتكون الرسالة الأخيرة قومية عربية تعرض لقضية فلسطين الضائعة بين الدول، وقد خلص الباحث إلى أن هذه الرسائل قد حملت في طياتها بعدا استشرافيا لواقع يطمح الشاعر إلى تحقيقه،
أما مداخلة الدكتورة مريم لحو، فقد جاءت بعنوان: الرؤيا الاجتماعية الإنسانية في ديوان "ما يهم النجم ,,يهمني" للشاعر محمد الرويسي، حيث انطلقت الباحثة من حكم نقدي أولي هو كون قصائد الديوان تنطلق من بؤرة المكان، باعتبار الرؤيا التي ينطلق منها الشاعر، وهي رؤيا تتجه نحو المستقبل من خلال الواقع وتقوم على مبادئ إنسانية واجتماعية، تتمثل في الدعوة إلى الانعتاق والتحرر، إذ تقف الباحثة عند التمازج بين ما هو ذاتي وماهو إنساني، وقد أشارت إلى التقاء شعر الشاعر مع الشاعر أحمد المجاطي في موضوعة أساس وهي اعتبار الشعر وسيلة لإيقاظ الوعي العام، في مواكبته للحركات الثورية في العالم العربي، وفي مقابل هذه الصورة المأساوية تقف الباحثة عند الرؤيا التفاؤلية، إذ خلصت إلى أن قصائد الديوان تمثل ثورة تعبر عن رؤيا الشاعر للكون مؤكدة قصور دراستها عن الإحاطة بكل شعر الشاعر وجوانبه الفنية والموضوعاتية
أما ورقة الدكتور مصطفى سلوي فقد جاءت موسومة ب ، "مواصفات القصيدة القصيرة جدا في تجربة شاعر الجهة الشرقية سامح درويش"، حيث استهل حديثه بالتأكيد على العلاقة المؤثرة للمكان في نفسية الشاعر، ليربطها بمدينة جرادة وبقرية تكافيت موطن الشاعر، وقد حدد الناقد خصوصية الديوان الشعري هذا في أمور خمسة، أولاها بنية الكتابة في القصيدة، حيث ركز على البنية القصيرة للقصائد الشعرية والتي أرجعها إلى قصدية الشاعر وعلاقته بالتجربة الشعرية على اعتبار أنه يؤرخ للحظة الشعرية فلا يعنيه الطول آو القصر، أما ثاني الخصائص فهي متعلقة بالبعد الكوني والإنساني، حيث يعبر الشاعر -حسب الناقد- عن مواقفه من بعض القضايا الإنسانية بعد طول تفكير وتأمل، وهذا يفضي إلى الخاصية الثالثة وهي اعتماد الحكمة وسيلة شعرية يقف من خلالها عند عصارة التجارب الإنسانية، وأما رابع الخصائص فهي الانطلاق في الكتابة من الموقف، بسبب كثرة تأملات الشاعر، أما الخاصية الأخيرة فهي الكتابة وفق النمط السردي حيث بين الناقد كيف إن سامح درويش قد ركب السرد مطية في شعره،
وحول نفس الديوان جاءت ورقة الأستاذ محمد العرجوني، التي اتخذت عنوان "قهقهات في عرض البحر السابع عشر: جرأة الشاعر ودهشة القارئ في القهقهات، فبعد أن فرش كلامه بتعريف الشعر ورفضه لكل المناهج في قراءته، وقف عند العتبات مركزا على العنوان والإهداء ليدخل معبد الشعر بقدسية يقتضيها المقام، إذ يعتبر الأستاذ العرجوني سامح درويش شاعرا تستهويه الآلات فيشعرنها على حد قوله، وذلك عندما يتعامل مع انزياحات غريبة تدخل المتلقي عالم الدهشة والغرابة، كأن تستهويه جيفة حديدية انتحرت في المنعرج،
أما الدكتور محمد دخيسي أبو أسامة فقد بحث في "غربة الذات والفضاء في ديوان سادِن الرمل" لخالد بودريف، حيث أجمل الباحث ثيمات الديوان في ثلاث محطات أولها الغربة والوحدة وتشكلاتها، اذ اعتبر العنوان أول مؤشر عليها، على اعتبار الرمل يدل على التشتت والتحول، والصحراء هي معادل للقفر والخراب، كما تحدث عن الغربة الذاتية في الديوان جراء الأزمات الواقعية، ثم يعرج الناقد للحديث عن الذات الحزينة ومرادف الآخر باعتبارها موضوعة أساس بنى عليها الشاعر ديوانه، اذ طغى ضمير المتكلم، أما المحطة الموالية فهي محطة العروض الخليلي في الديوان، فقد وقف الناقد عند التنوعات العروضية مما أضفى على الديوان مسحة من التميز الصوتي والإيقاعي، وقد قام الباحث بدراسة لمجموعة من النصوص الشعرية مشيرا إلى أن لغة الشاعر تعتمد المجازات والتحولات الدلالية
المداخلة ما قبل الأخيرة هي للدكتور فؤاد عفاني التي جاءت موسومة ب "مكابدات في الطريق إلى النور-مداخل القراءة، للشاعر سعيد عبيد، استهل الناقد قراءته بتحليل العنوان، الذي يحيل إلى المعاناة والمشقة وافترض أن يكون المقصود بالنور هو الله استنادا إلى الآية الكريمة، وإهداء الشاعر، وأقر الباحث أثناء هذه الدراسة أن قصائد الديوان يؤلف بينها مبدآ التحول، كما وقف عند بعض مكامن البوح بالمعاناة، كما درس الباحث خاصية وجدها مميزة لهذا الديوان وهي خاصية الإضاءات آو ما يعرف بامصطلح الهوامش التي أثثت فضاء المتن مما اعتبرها الناقد تفويت الفرصة على القارئ للاستمتاع والتأويل، كما وقف عند تقنية الحوار وجماليته في تكسيره للتسلسل الشعري،
أما العرض الأخير فقد كان للأستاذ الباحث الطيب هلو الذي اختار ديوان نديم الطير للشاعر مصطفى دزيري ليدرس من خلاله التشكيل البصري، حيث أكد الباحث بداية أن الشاعر ينطلق من رؤية صوفية عميقة تجلت في اللغة المليئة بالإسرار الصوفية والكثيفة الاستعارات والدلالات، والتي زينها الخطاط إبراهيم حمامي الذي قام بكتابة نصوص الديوان بخط مغربي، وقد تناول الباحث التشكيل في هذا الديوان انطلاقا من مستويات عدة بدأها بالعتبات الثلاث للديوان حيث يحمل الديوان لوحة خاصة معدة له خصيصا بخط مغربي، وبتركيز على بؤرة الحرف باعتباره علامة أيقونية، وأرجع الباحث سبب الاهتمام بالتشكيل البصري إلى أهمية الصورة في خلق علاقة تواصلية بالنص المقروء، واختيار الخط المغربي لكتابة نصوص الديوان أرجعه الناقد الطيب هلو إلى دلالته الإيديولوجية والفنية باعتبار العلاقة الدالة بينه وبين توجه الشاعر الصوفي، مما يسهم في بناء الجمالية الأيقونة عند المتلقي، وقد وقف الباحث عند مميزات التشكيل وحددها في الرسم بالخط من خلال الترصيف والمد والتوفية، ثم التشكيل البصري والرسم الهندسي ثم التناص البصري وأخيرا تشكيل البياض،
3-ملاحظات منهجية،
إذا عدنا إلى بنية الكتاب نجد انه يتكون من ثماني مقالات تتناول دواوين شعرية متعددة لشعراء تعددت مشاربهم الفكرية واتجاهاتهم الفنية، مما يجعلنا نسجل مجموعة من الملاحظات:
1-ملاحظة أولى: المشاركين: إذا تأملنا لائحة الباحثين والنقاد في هذا الكتاب نجد أن عدد الباحثات والدارسات يمثل نسبة قليلة مقارنة بعدد الباحثين الرجال، وهي الباحثة الدكتورة مريم لحو، التي قدمت مداخلاها حول الشاعر محمد الرويسي، وهذا يجعلنا نتساءل عن وضعية الباحثات في الجهة، هل هو غياب آم تغييب آم ثمة إكراهات أخرى،
2-ملاحظة ثانية: النصوص المدروسة: نجد أيضا غيابا تاما لأعمال شعرية نسائية ضمن لائحة الأعمال الشعرية المدروسة، مع اعترافنا أن عدد الشواعر لا يعادل عدد الشعراء ،
3-ملاحظة ثالثة، بعض النصوص الشعرية تم نشر أكثر من دراسة حولها، والأمر يتعلق بديوان "قهقهات " للشاعر سامح درويش، القراءة الأولى للناقد الدكتور مصطفى سلوي والثانية للأستاذ محمد العرجوني
4-مضامين الدراسات: إن إطلالة على عناوين الدراسات والمداخلات وحدها كفيل بأخذ نظرة حول مضامين الدراسات ومجالات تحليلها، فمنها ما تناول العتبات كما نموذج الدكتور بوسنينة، ومنها ما ركز القراءة في الجانب الإنساني والاجتماعي كما في مداخلة الدكتورة مريم لحلو ورشيد سوسان، ومنها ما زاوج بين المضمون والشكل كما هي مداخلة الدكتور محمد دخيسي، ومنها ما اعتمد على المنهجي عند الدكتور فؤاد عفاني ومنها ما اهتم بالجمالي الأسلوبي والتشكيل البصري كما عند الطيب هلو ;ومحمد دخيسي في الجزء الثاني من دراسته
4-قيمة الكتاب:
القصيدة المغربية وأفق القراءة، هذا الإصدار التي نحتفي به هذه الأمسية ضمن المعرض الجهوي للكتاب بمدينة وجدة، هو في حقيقته إضافة نوعية تعزز الساحة النقدية الجهوية والمغربية عموما، لاعتبارات متعددة، أولاها أنه مجموع دراسات تخصصت في الشعر المغربي وهذا في حد ذاته مكسب للثقافة المغربية وللحقل النقدي بالخصوص، فالقصيدة المغربية قد حققت تراكما خصوصا على مستوى جيل ما بعد الرواد أي جيل الامتداد، بمختلف الاتجاهات والمشارب الفكرية والإيديولوجية والفنية، وهو بالتالي يحتاج إلى مواكبة موازية للغربلة والنقد والنشر أيضا، هو بذلك مكسب كمي وكيفي نوعي أيضا
كما أن قيمته ايضا تتجلى في الأسماء التي ساهمت بمداخلاتها وعروضها النقدية التي تتسم بالاتزان والرصانة، إن على مستوى التناول الموضوعاتي آم الجمالي، فهي أسماء لباحثين بعضهم يزاول مهنة التدريس في الثانوي التأهيلي وأغلبهم في تخصص اللغة العربية، وفي الجامعة أيضا وفي سلك التفتيش، هذا ما يجعلهم في احتكاك مباشر مع النصوص الشعرية المغربية وفي تواصل دائم مع الحقل النقدي والدراسة الأكاديمية الجادة، ومنهم من يبدع أيضا في الشعر وفي القصة، مما يضفي مسحة من الجمالية على هذه الدراسات
وانطلاقا من كل هذا وغيره فان هذه المادة النقدية المنشورة بين دفتي هذا الكتاب تصبح لا محالة مرجعا نقديا يلجا إليه الطالب والباحث على حد سواء وهذه قيمة نوعية ايضا
ثم إن قيمة الكتاب ايضا تستمد من مصدره، فهو من إصدار جمعية المقهى الأدبي بوجدة الذي رسم لنفسه خطة عمل جادة ومسؤولة تهدف من ورائها إلى تأسيس فعل ثقافي هادف في المدينة والجهة وعلى صعيد الممكلة ايضا، ككل من خلال انفتاحها على محيطها الثقافي، والمساهمة في نشر الثقافة والأدب المغربيين،