
همهمات السفر الأخير
محمد العرجوني
ذاك الصوت البعيد..
الآتي من أبراج العراء...
من وراء الوراء..
عبر هباء الأرض والسماء..
ممتطيا تلابيب الحصى..
مرتشفا رذاذ صفصافة المنتهى..
قد يزأر كوحش الصدى..
أو يجهش بالبكاء..
أو يطلق سهم القهقهات
التي شاخت في المنفى..
ذاك الصوت البعيد..
يقترب من صحن الدار..
محفوفا بشيء من الهباء
من الغبار..
وشذى المسك وشظايا النار..
ملتحفا شهبا من المهابة
من الوقار..
هل أنت مستعد للسفر..
يا كائنا من طين وصلصال؟..
وما بال السؤال..!! مادام القرار
قرار من نادى بالترحال!!
فمرحا بدابّة الحصاد
وبنهيق ضاقت به
سرائر العباد
يقتلع الأوتاد
يحُز...