الأربعاء، 22 أبريل 2015

الملتقى الوطني الأول " الرواية المغربية بين الراهن والآفاق " دورة الراحل : يحيى بزغود



الملتقى الوطني الأول
" الرواية المغربية بين الراهن والآفاق "
دورة الراحل : يحيى بزغود

تقرير /ذ عيسى حموتي

عرفت مدينة الألفية "وجدة" حدثا ثقافيا أدبيا وتربويا، طيلة يومين، بعد مراسيم الافتتاح ممثلي السلطة وتناوب الشركاء والداعمين و ممثلي المنابر الثقافية على المنصة إذ انصبت كلماتهم حول الثقافة عموما و الأدب خصوصا ، تقاطعت كلماتهم كلها عند الثقافة ودور الإبداع في نمو المجتمعات "فالمجتمع الذي لا يبدع حاضره لا يستطيع أن يحافظ على مكتسباته"، كما تقاطعت عند الإشادة بجمعية المقهى الأدبي والمجهودات التي ما فتئت تبذلها للرفع من الأداء الثقافي في الجهة إلى جانب باقي المؤسسات والجهات الرسمية وغير الرسمية، وأشادوا بإشعاعها الذي تجاوز حدود الجهة بل وحدود الوطن نحو العالم العربي 
و بعد عرض على الشاشة عن طريق المسلاط لبعض أنشطة المقهى ... ابتدأت الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الدكتور مصطفى الرمضاني 
كانت أول مداخلة للدكتور محمد يحيى قاسمي البيبليوغرافي الذي يترصد كل مولود أدبي جديد قل وندر أن يغيب عنه عنوان ، أثار في عرضه مسألة التجنيس في الرواية المغربية إذ عنونه ب:" فوضى التجنيس في الرواية المغربية "، من خلال مختلف الأعمال على مدى سبعين سنة ونيف، فثمانون بالمائة جنست رواية والنسبة المتبقية جنست ضمن أجناس ليس لها شهادة ميلاد، يرى الباحث أن التجنيس تسوده فوضى عارمة ، وأعطى أمثلة كثيرة من هذا النوح من التجنيس الفوضوي " سرجل"
"م.روايات" " رواية زجلية"، سيرة روائية" " رواية وسيرة"... بلغ عدد هذه الأجناس كما أحصاها الباحث 112 ...كما لاحظ غياب التجنيس في بعض الأعمال وسجل اضطرابات في تجنيس العمل الواحد، ووقف على التناقض بين ما يقدمه المِلف وما يقدمه واضع التقديم للعمل ، ويعزو هذه الفوضى إلى نقص في وعي المؤلف ..

ثم تناول الكلمة الدكتور جمال بوطيب في عرض بعنوان " أعراف الكتابة الروائية " حددها في أربعة، بدءا بالعرف التجنيسي موقف النقاد العرب من التجنيس عند الروائيين المغاربة، ومرورا بالعرف التنظيري الغائب في الرواية المغربية، وهو الصوت النقدي للمؤلف يعبر عنه بلسان شخوصه الورقية، ومثل لذلك ب خالد بن طوبال ، والأعرج ومستغانمي.. معرجا على العرف النصي مشيرا إلى أهم مكونات العرف الشكلي ... وظهور أغراض روائية، وانتهاء بالعرف التواصلي، كأن يخاطب الكائن الورقي المتلقي خطابا مباشرا من داخل النص الروائي أو يتواصل مع الكاتب كما يتواصل مع إحدى الشخصيات ... وختم بالحديث عن عدم توظيف الرواية المغربية للمتون في كتاباتهم ..
أما ورقة الدكتور مولاي أحمد الكامون فتمحورت حول "شعرية السخرية في الإبداع السردي عند الروائي المرحوم يحيى بزغود" الذي حملت دورة الملتقى اسمه ...
وقد لاحظ الباحث أن الروائي شكل من خلال أعماله المتفردة في الجهة بعوالمه الهزلية، ومقاربته الساخرة وراح الباحث ينقب عن تفسير لعنصر السخرية والهزل في المرجعية المكونة لثقافة المرحوم يحيى بزغود، متسائلا إن كان لها جذور في التراث الشعبي ...ثم راح يستعرض تجليات السخرية والهزل في روايات المرحوم بزغود، لاحظها في ازدواجية الاسم الذي يختاره للرموز السردية وهو اسم مركب عبارة عن علم موصوف تكون الصفة عيبا، أو صفة قدحية تعيش بين السمو والسقوط كأن تسقط من منزلة الإنسان إلى منزلة الحيوان ... بالإضافة إلى تعدد الأصوات والإيقاعات ومستويات اللغة المتفاوته ...

مداخلة الدكتور محمد رحو اتخذت من "شعرية اللغة في رواية مصطفى شعبان " مرايا " "موضوعا لها، حيث أبرز تجلياتها في النص من خلال الانزياح في مختلف مستوياته، خاصة الانزياح التركيبي متمثلا في التقديم والتأخير والانزياح عن القواعد اللغوية، وتوظيف الضمير توظيفا متنوعا مزدحما وفي تعدد سياقاتها وممارسته النحت في اللغة ، وخلص إلى أن عالم اللغة في النص الروائي لمصطفى شعبان إيقاع وأنغام
وكانت آخر مداخلة في الأمسية للدكتور محمد دخيسي دار موضوعها حول "المتخيل والأسطورة في رواية" طوق السراب" للراحل يحيى بزغود" ضمت ثلاثة عناصر أولها الأسطورة والشخصية من خلال أسطورة البقاء، ثانيها الأسطورة والمكان ناقشها من خلال ما يرتبط بالتحول إلى الجماد و آخرها الأسطورة والحيوان في تشكله وخلص إلى أن الرابط بين كل هذه المستويات هو الحياة
الورشة التربوية 
الورشة التربيوية وكانت صبيحة يوم السبت الثامن عشر من ابريل شارك فيها عدد كبير من تلاميذ الطور الثانوي التأهيلي، تمحورت حول تقنية تحويل فيلم تربوي الى نص سردي أشرف على سيرها ثلة من الأساتذة أعضاء جمعية المقهى الأدبي وهم : الاستاذ الدكتور فؤاد عفاني والاستاذ الدكتور محمد حماس والاستاذة الدكتورة إلهام الصنابي، حيث تم في البداية تقديم فرش نظري حول مفهوم السرد واهم التقنيات التي يقوم عليها النص السردي، واهم المقومات الفنية والجمالية، وقد حضرهذه التجربة المتميزة ثلة من الضيوف والأساتذة الجامعيين الأفاضل وكثير من المبدعين ساردين وشعراء وفنانين تشكيليين، على رأسهم الاستاذة الروائية والقاصة الزهرة الرميج المحتفى بها في هذه الدورة، والروائية امينة برواضي والاستاذة السعدية السلايلي والقاص فريد كومار والأستاذ الناقد مصطفى سلوي، والناقد محمد رحو، والناقد عبد الرحمن تمارة، والشاعر عبد الغفور العوداتي وأسماء اخرى أثثت هذا الفضاء البهي، ولم يبخل الضيوف في تقديم توجيهاتهم القيمة للتلاميذ، كما تكرموا بقراءة بعض إبداعاتهم على مسامح المشاركين، وقد اجتمعت اللجنة المؤطرة من اجل تصحيح الاعمال، وتصنيفها وفق معايير فنية وجمالية محددة، وتحفيزا لعمل التلاميذ فقد خُصصت لكل مشارك جائزة تمثلت في مجموعة من الكتب القيمة التي اهداها أعضاء المقهى وروادها من المبدعين والنقاد ، وتقديم تذكار للفائزين الثلاث الاوائل حمل اسم الدورة والجمعية مخصص للمؤسسة التي ينتمون إليها ، وسيتم نشر النص الفائز ضمن منشورات جمعية المقهى الادبي
معرض الكتاب 
وبالموازاة مع هذا، تم تنظيم معرض للكتب، تضمن ثلاثة اصناف وهي ، صنف خاص بمجموع الكتب التي تم تقديمها وتوقيعها ضمن فعاليات جمعية المقهى الادبي وانشطتها الأدبية، وصنف خاص للعرض فقط وتضمن منشورات بعض من اعضاء الجمعية وبعض من روادها واصدقائها، أما الصنف الاخير فتمثل في عرض للبيع، اضافة الى توقيعات مباشرة وآنية، وقد لقي هذا المعرض اقبالا واستحسانا من لدن الجمهور الذي كان متعطشا لمثل هذه الملتقيات الادبية

الجلسة العلمية الثانية
ترأس الجلسة الأستاذ محمد حماس ، ذكّر بدلالة عنوان الملتقى و تسمية الدورة باسم الراحل يحيى بوزغود و ذكر بأعمال الورشة التربوية الخاصة بالسرد المؤطرة من طرف بعض الأساتذة و التي أنجزت صبيحة هذا اليوم ..
ناول الكلمةَ لأستاذَ مصطفى سلوي الذي بدأ حديثه مذكّرا بتكريمات الراحل يحيى بزغود من طرف رابطة الفنانين بالجهة الشرقية و من طرف جمعية المقهى الأدبي بالأمس القريب ...لينتقل للحديث كما رأى عن جانب من الكتابة السردية نادرا ما تمت الإشارة إليه، خاض في كيفية بناء المسارات السردية سواء بوعي أو بغير وعي ، فالسرد تقنيات يوظفها المبدع لتوزيع الحكي ، وأهمية الرد في الرواية بمثابة العروض للشعر 
تحدث عن المحتفى بها الروائية الزهرة رميج فهي واحدة من المبدعين الذين يكتبون الرواية و يحترقون بكتابتها. 
وحدد موقع الزهرة الرميج من الكتابة : تكتب وفق ثلاث مسارات. 
-النمط الخطي الذي يكتب وفقه نسبة كبيرة من المبدعين 
-النمط الدائري 'يبدأ من نقطة ويتحرك ثم يصب في النقط الأولى، ------(القول الذي يلتهم بنفسه)
-النمظ العكسي (رواية غرورة، رواية العادات و التقاليد المغربية ).

اشتعل إشارة مكروفون الأستاذ عبد الرحمان تمارة معلنا إيصال كلمته للحاضرين .. كمدخل لحديثه حصر أسباب تواجده بوجدة في هذا التاريخ لسببي ربط الصلة بالمنطقة من خلال التعرف إلى أصدقاء جدد .. عنون مداخلته ب: تعدد النسق ، قراءة في رواية" الأفعى والبحر" لمحمد زفزاف تناولها من خلال فكرتين: مدى قدرة الرواية على تصوير الواقع و الرواية تكتب تصورا للواقع و ليس الواقع
أما الأستاذ عبد الحميد العرجوني: فكان موضوع ورقته "*صورة الآخر في رواية الهجرة."
رصد فيها ظاهرة الهجرة السرية والهجرات الداخلية من خلال نماذج لمبدعين من الجهة الشرقية ومن المغرب عامة.
كما رصد مظاهر التأثير والتأثر بالأوضاع الاجتماعية والنفسية.
وتحدث عن رفض كريشوفر ثنائية الشرق والغرب. 
وانتهى بتزكية وسائل الإعلام لصورة الغرب النموذج مع حادث 11 شتنبر.

مداخلة الأستاذ مومن الصوفي تناولت البعد الصوفي في الرواية المغربية المعاصرة من خلال أربعة محاور تناول في البداية حضور الجانب الروحي في الرواية المغربية الذي أعطاها تميزا وإبداعا بفضل الرجوع الى التراث. ثم ثنى بالحديث في المفهوم الصحيح الذي يسلكه الروائي المغربي في الكتابة ، ثم خاض في اهتمام الرواية الصوفية بالمجتمع و التاريخ لينهي حديثه في المحافظة على خصائص الزهد و الخلوة والورع عند الروائيين المغاربة.
عيسى حموتي: تحدث في الرمز السردي في رواية " همس في آذان الرجال " لطيفة الرخاء شهام استهله بملاحظات حول هذا الرمز في الرواية العربية عموما والمغربية خصوصا يرى أنها كادت أن تصبح خصائص أجناسية لرواية الهجرة قبل أن يرصد ما همست به الروائية في آذان الرجال من تصحيح لمفهوم رسم الرموز وفق ما يقتظيه منطق الأشياء و مفهوم العلاقة جنوب/شمال و تصحيح النظرة للمرأة الجنوبية وإعادة الاعتبار لإنسانيتها
كلمة المحتفى بها الروائية الزهرة رميج شكرت جمعية المقهى الادبي المقهى و نوهت بانفتاحه على كل الجهات كما نوهت بالإبداع والمبدعين في الجهة وأبدت أسفها على عدم إطلاعها على روايات الراحل يحيى بزغود لتمضي إلى الحديث الأنوثة والذكورة رافضة هذا التقسيم في الإبداع من محاور جاءت كالتالي
-حاجة المبدع للتحفيز 
--الانطلاق من حقيقة علمية لإثبات الأنوثة الخالصة والذكورة الخالصة، وإنما ذلك راجع إلى الوسط الاجتماعي.
-المبدع هو القادر عن التعبير عن الذات الحقيقية دون الانتباه إلى جنس المبدع.
-مفهوم الكتابة النسوية.
-الانتماء المبدع إلى التفكير الاشتراكي 
-نقد المظاهر الاجتماعية، التطرف –الحرمان 
-الكبت –التجرد من الإنسانية.
-القدرة على التعبير عن مشاعر الرجل والدخول في جلده.
-عدم الاتفاق مع مصطلح الكتابة النسائية /النسوية 
-عدم الاتفاق مع مصطلح النقد في جمال البحث في خصوصيات الكتابة، خصوصا توظيف الضمير.

أما المحتفى به الثاني في هذا الملتقى الأول الروائي محمد امباركي فأدلى بكلمة مقتضبة عبر فيها عن إعجابه بما دأبت عليه جمعية المقهى الأدبي من تكريم المبدع ، و سعاته بتكريمه إلى جانب مبدعة يكن لها الاحترام والتقدير 
و وسط ثلة من الباحثين والدارسين والمبدعين 
واختتمت الجلسة بفتح باب للنقاش أبدى من خلال المتتبعون ملاحظاتهم وإضافاتهم واستمعوا إلى توضيحات لاستفساراتهم

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م