(شعر)
مات
الجَسَد وبقيَ الكلام
حرية عبد السلام
تذكر أنكَ
أعْلنْت الصمْت
وأعلنتَ معَه اِعْصَاري
وتصورأنك
اِقتربتَ مِن المَوت
واِقتربت
معه ساعة اِحتضاري
مسَحتَ كل
الذكريَات
وعلقْتَ
على حَائطِ الخَريف أننِي
بِملح
الصبْر سَوفَ أنسَاك
وأن
قهْوتِي ستكُونُ من دُمُوعِ المطر
وحَليبِي
سأمْتصهُ مِن تَديك
لكن..حينَمَا
تتذكر..
ستَجدُني أغْسِل مَلابسِي بِزَبد البَحر
وأخْفي مَا
تَبقى مِن غَسيلي بَين أوراقِ القدر
ستَعرفُ
كَم أهواكَ.. والموج العاتي يَهواني أكثَر
لاَ
تنْزعِج ..فصَمتُك كَبلَنِي وأطْلق عَلي اِسماً بعيداً
عن كُل
ألوَانِ البَشَر
نَعَتنِي
بالجُنُون، والجُنونُ فِي مَوتِك أرْحَم
وهَمَس فِي
أذُنِي بِالهَذيَانِ، لكِنهُ فِي مِثل حَالاَتي
أهْونُ
عَلى قلبٍ، ذَاق نَخْبَ السأم
تَذكر
يَومَ زَرعْت الغَاماً فِي صَدْري
وألْقيْتَ
بِي ، فِي عَوْسَجٍ بَري
وتَذكر
حِينَما دَفنْتَ قُرُنفُلةَ عُمْري
وخَلعْت
ثَوبَ عُرسِي ،
وألبَسْتنِي
الرغَام
لا
تَستَغرِب ..
فَرائِحَة
لحْم الظلاَمِ ،هاضَت عَظْمي
وشَيَّعَتْني حُثةً هَامِدةً ...
وقَبْل
دَفْنِي ، كُتِبَ علَى قبْري ..
مَات
الجَسَد وبقي الكلام