السبت، 17 نوفمبر 2012

هادي لعبة لعبناها صغار هادي لعبة لعبوها علينا الكبار /بقلم :قيسامي الحسين

هادي لعبة لعبناها صغار
 هادي لعبة لعبوها علينا الكبار

بقلم /قيسامي الحسين

نريد من خلال هذا المقال توظيف التراث الشفهي ومخاطبة ذاكرة القارئ غير المفقودة من خلال بعض ألعاب الطفولة التي هي في طريق الانقراض. ورغم تراثية المقال إلا أنه لا ينزاح عن الواقع المعيش خاصة أن ألعاب الطفولة قد اقترنت بسنوات الرصاص عكس قرينتها التكنولوجية الحالية التي تصادف العهد الجديد.

كلنا يتذكر ألعاب الماضي (جرادة مالحة، شريطة، غميضة ...) والتي أضحت في طريقها للانقراض بسبب غزو الألعاب التكنولوجية الجديدة التي اكتسحت العالم. إن الألعاب القديمة استهوت الكبير والصغير في الماضي باعتبارها كانت كلها في الشارع وتتميز بالبساطة وعدم التكلفة واختبارات الذكاء، يتربى فيها الطفل على المنافسة والاجتماع مع الآخر على عكس الألعاب التكنولوجية التي تعلم الطفل العزلة والحرمان من العلاقات الاجتماعية، بحيث أصبح الطفل طوال اليوم جالسا في غرفته ويلتصق إما بجهاز الكمبيوتر أو البلاي ستايشن أو يزاول ألعابه المفضلة DS , NINTENDO, BOX360,WII ...
رغم سنوات الرصاص، كانت ألعاب الماضي مدرسة لها ارتباط عضوي وفعلي بمحيطها الاجتماعي والفكري من خلال دورها الإيجابي كقوة فاعلة ومنفعلة، ومؤثرة و متأثرة في عدة ميادين كتوظيف هذه الألعاب في المسرح ( جرادة مالحة ، غميضة ...).
إن استنبات هذه الألعاب في التربة الثقافية والفكرية، كان يُعد استثمارا مهما في شخصية الطفل على عكس الألعاب الإلكترونية الحالية التي أفرغت فلسفة اللعب من محتواها الحقيقي في ظرفية تتميز بعجز الحكومة على الرقي بالمرامي والتطلعات التي تود الدولة رسمها بالمجتمع. تتخذ الحكومة من برامجها فزاعة لبث الخوف في نفوس المواطنين سواء تعلق الأمر بمدونة اللعب على الطرقات أو مشروع اللعب على مشاعر الموظفين والعاملين من خلال الرفع من سن التقاعد في الوقت الذي تناست فيه الحكومة أنه : كنا صغار وحْلا لينا اللعب وصرنا كبار وكبر علينا اللعب .

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م