الجمعة، 17 أكتوبر 2014

المقهى الأدبي في وجدة ينفتح على المسرح/ميلود بوعمامة

المقهى الأدبي في وجدة ينفتح على المسرح

لحسن قناني يوقع مؤلفه الجديد وفرقة "لبلاد"  تقدم "واك واك الحق"

 
ميلود بوعمامة
(اذاعي ومراسل جريدة الحدث الشرقي)
         أكد الناقد المسرحي بنيونس بوشعيب في قراءته الرصينة لمؤلف "المسرح والمسألة الحقوقية" للكاتب والمخرج المسرحي لحسن قناني في لقاء  التوقيع الذي خصص  له بالمقهى الأدبي "لاميرابيل" بوجدة يوم السبت الأخير، أنه تعامل مع هذا المولود المسرحي الجديد بشكل من الحذر والمسؤولية الأخلاقية، وهي قراءة استكشافية لبنية خفية اعتمدها الرجل الذي  يحتاج منا أكثر من وقفة وتكريم، وأعماله المسرحية الراقية تستحق منا أكثر من بحث وتحليل، وهو أكثر الباحثين في مجال المسرح إنتاجا، كتابة، نقدا، إخراجا وتنظيرا... مقارنة ببعض الأساتذة المشتغلين من داخل الجامعة.
إذ حدد بنيونس بوشعيب بشكل دقيق، المفاهيم القرائية التي جاءت في مضمون هذا  الكتاب، خاصة أثر المنهج، والمرجعية في بناء خصوصية المحتوى، وشكل القراءة... مقارنة بمؤلفي وكتاب المسرح والمسألة  الحقوقية بالمغرب، قبل أن يمر إلى تحديد التمارين الكلاسيكية في التعامل مع المداخل القرائية، كما تطرق بوشعيب لمقترحات القراءة الفاعلة في النص، والفاعلة أساسا بخصوص تقريب دلالته وهندسة المحتوى والمتن، وتناول بنيونس بوشعيب بالدرس والتحليل في بداية قراءته أولا: الفهرس، وحدد بموجبه، وبشكل منهجي علمي كل المصادر والكتب التي اعتمدها الكاتب لحسن قناني في بحثه الهام أو أطروحته، لأن الكتاب حسب بنيونس بوشعيب عبارة عن أطروحة ذات نفس تنويري ثوري، يدافع عن قضية أو بالأحرى عن قضايا مختلفة ومهمة للغاية  داخل منظومة أبو الفنون (المسرح) .
وثانيا تطرق بوشعيب بنيونس إلى أهمية المراجع التي اعتمدت في المؤلف ، وطرح بالمناسبة مسألة المرجعية العلمية، التي اتخذها الكاتب لحسن قناني لإيصال الرسالة "الفكرة"، وبالتالي مضمونها للقارئ، حيث اعتمد على  حقول عدة منها: الحقل الفكري-  الفلسفي- وحقل التربية والأدب، وحقل التربية على المواطنة وحقوق الطفل، وحقل التاريخ وحقوق الإنسان، بالإضافة لحقول، اجتمعت فيها مجموعة من المطبوعات الرسمية،  لينتقل بشكل سلس إلى التقييم الذي ارتضاه الكاتب في تحديد مفاهيم المسرح المغربي منذ استقلال المغرب، وتحديد أبوابه، إلى ثلاثة: مسرح الطيب الصديقي وأحمد الطيب لعلج ومحمد حسن الجندي، ومرورا بمسرح حسين بنياز وعبد الحق الزوالي وعبد القادر البدوي، الذي أشاد بهم الكاتب لحسن قناني، لكن طرح بشأنهم بعض المآخذات تضمنتها بعض فقرات الكتاب الجديد... كما أفرد عدد كبير من صفحات المؤلف لمسرح طاهر دحان وحسين حري ومحمد مسكين وعبد السلام بوحجر، هذا الأخير الذي أبدع بشكل جيد في مسرحية "الصخرة" التي  ناقشت  عن قرب معاناة عمال المناجم: ومسرحية " تفاحة آدم" للمبدع طاهر دحان التي تبناها المقهى الأدبي بالتحليل والدرس في قادم الأيام، وقضايا حقوقية جادة وهادفة في كتابات حسين حري.
هذه الشهادة علق عليها لحسن قناني عقب القراءة بفخر واعتزاز كمبدع مسرحي راكم الشيء الكثير في مجاله، ويحتاج بالمناسبة لدوكتراه شرفية حسب منشط اللقاء فؤاد عفاني، كما أن أعماله  لازالت لم تحظى مع الأسف بالعناية اللازمة من لدن المشتغلين في المسرح المغربي، كما أن أعماله التي جسدت على الركح حازت على جوائز وطنية ودولية مهمة، وتحتاج من النقاد والباحثين نظرة  شمولية للنقد والبحث في أعمال مبدع منزوي في الظل، لكن يشتغل في صمت.
بعد التوقيع لمؤلف "المسرح والمسألة الحقوقية"، قدمت فرقت "لبلاد" مسرحيتها الجديدة "واك واك الحق" بفضاء المقهى الأدبي "لاميرابيل"، بالرغم من ضيق الفضاء،  وهي مسرحية جادة تنهل من الواقع المغربي والعربي الشيء الكثير، تأليف الأستاذ لحسن   قناني، وتشخيص كل من: محمد دويدو، ويوسف عليلو، الصادق محمد أمين، وعبد الله بوجرود، والمحافظة العامة، كانت لمحمدين قدوري، وللتذكير فقط أن هذه المسرحية حازت على جائزة أحسن إخراج في المهرجان الدولي بفكيك شهر أبريل المنصرم.

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م