عبدالكريم إزيلك
آملاً في الرحيل..
أَحتَسي ما تبَقى من الليل
جرْعةً سائغةً،
بنكهة البلوطْ
..ومداقِ السوَادْ.
أنْقُل الوجعَ الماردَ
منْ جِهة القلب
..إلى أقصى اليمينْ.
الليلُ الميت ..يهربُ
كي لا يُمزقَهُ الرحيلْ
يُبددني
شغفُ الإنتقالْ
إلى النطفة الأولى،
لأول جسدٍ ..يحسُ بالإنقسامْ
يترددُ صوْتُ المَدى
والصدَى..
يتقَيأُ الأوجاعْ
إنه يخشى الوداعْ.
آملاً في الرحيلْ..
أنْقضُ العهد القديمْ
الدي وعَدتُ به.. هدا المكانْ
إنه نفسُ المكانْ
آهٍ
..ينْتابُني الإعتِقالْ.
طائِرٌ يشتكي بُعْد السموات..عَن سَماء السنونُو
وأنا ..أشتكي الإنصِهارْ
من يكون الدي غادر الموتُ
أوصالَهُ؟
داك الزعيم..داك المُلثمُ بالغُبارْ.
إنهُ يُمسكُ بأصابِعهِ الخمسةِ والخمسين
زِر الإنفجَارْ
طاقْ طاقْ..
الصوْتُ الدي وجدْتُهُ ..تَائهاً
مُخْتَنِقاً من العراءْ.
ارْحلْ ..ارحَلْ
نَعمْ سَمعتُ دلك..إنه الإندار ْ.
أبوء بالكتمانْ..
وألودُ بآخر صرْخَةٍ
منْ صرخَات الرحِيل.
لا أكترثُ..
عندما يَغْضبُ مني هدا الفضاءْ
فغداً..
لنْ أكونَ هُناَ
كيْ أحس بما يتجرعُهُ
من ألمِ الإنفصالْ.
للأقاصِي..
صوتٌ سَرمديٌ ينادي:
يا أيُهدا تعالَ..ودعْ كل شئٍ
فهنا
يكمنُ الأبدُ السرمدي.
فحَمَلْتُ الحقائِبَ مثْقلةً بالغيومْ
آملا ..في الرحيلْ.