أماكن في القلب والذاكرة
حمام لزعر
بقلم /مريم لحلو (أم بثنية)
نوضي ...تكعدي ...راها السَّتَّ...
ـ أوف حتى يوم الأحد تفيقونا قيس النَّبيري...
- تكعدي وبراكا من التنكريش...وغي لقاي بلاصا مسكدة...
قامت متثاقلة...بدون أن تفتح عينيها خوفا على بقية باقية من النوم ظلت مختبئة تحت جفنيها .حملت السطل المعدني الكبير المليء بالكياسات والأمشاط ؛الطويلة والعريضة،والطَّاسات والصابون البلدي والسّترة،والحنة والغاسول... والحجرة والحبل و الحجرة؟ لقد اجتهدت الأم في البحث عن أحسنها إبان رحلة ربيعية ،ولست أدري هل كان الهدف النزهة أم البحث عن الحجرات الخشنة ...؟لا تكف أمي وأغلب النساء اللواتي تعرفهن عن ترديد:إيوا حجة وزيارة. فحجر قرب واد إيسلي من أشهر الأحجار التي تترك الجسم ناعما بعد الفرك والحك الأشبه بعقوبة.فالأطفال جميعهم تراهم فارين من هذا الوحش الذي تحمله الأمهات جميعهن.وطبعا لاينسين الحبل فهو من المعدات الهامة للحمام.ففي حالات الطوارئ يربط جيدا بالسطل من أجل متح الماء من قاع البرمة .
كان صوت الأم مازال يرن في أذنيها:
_اختاري مكانا في الغرفة المتوسطة قرب" البرمة" الباردة.وإن لم تجدي ففوق "سْرير".
إن كنت من ساكني حي الطوبة البراني خاصة فبدون شك فإنك قد فهمت المعنى...لطالما قرعت هذه اللفظة أسماعنا صغيرة .ولن تجد أحدا يرضي فضولك عن أسباب هذه التسمية فلكأنما تسأل عن الغيبيات.
_ سْرير... هو سْرير...تكعدي غسلي المواعين وبراك من اتكعرير.
الآن وبعد أن بلغت من الكبر عتيا،وبعد أن انقرض سْرير وصاحبه وكثير ممن غسلوا فوقه والحمام نفسه. أظن،غير جازمة، أن هذا الاسم جاء من كونه كان مرتفعا قليلا عن باقي الحمام على شكل سرير .تفضلها المتحممات لأنها بعيدة عن المجاري، وشفرات الحلاقة، وقشر البرتقال اللائي يتلذذن بالتهامه وسط ذلك الجو الخانق عندما يردن القيام باستراحة إجبارية.والغريب أنهم تركوا التسمية الدارجة إلى الفصيحة.
_ الله يخليك اعطيني شوية غاسول.
- سمحي لي عندي غير اللي يقدني أنا وبزّي. تقولها بزعاف.فهي تكره هؤلاء الطلاَّبات الفنيانات.تقول لجارتها وهي منهمكة في تمشيط الشعر الطويل لابنتها الصغرى:
- مين كنت نضرب تمارة هي كانت عطيتها لَتْكَسْوِيل.دقي الورد الحر...دقي عود النوار رطبي الغاسول..سيقيه فالسطح قابليه حتى دوخك الشمش...وتجي هي تديه بارد.ها...
تصرخ في وجه ابنتها التي لاتكف عن الأنين:
- اسكتي يا بنت الذين...لو كان عندي زْهر لجلست في "العدَّة" بحال للياتي...هيا قومي لجلب الماء الساخن...لازال إخوتك ينتظرون دورهم...نادي أحدهم ..بسرعة...
عادت مسرعة:
_ راهم عاطيينها لتْزحليق...
لحمام لزعر ميزات كثيرة جعلته المفضل عند الكثيرات عن الحمامات الأخرى، مثل حمام الهاشمي وحمام الميلود الموجودان بحي الطوبة "الدَّخلاني".
أولاها أن الأغلبية من الشريحة الاجتماعية نفسها فلا تحسبالدونية عندما يُطّلع على ملابسك الداخلية المرقعة أوالمهترئة وفوطتك الحائلة. ثم قربه،خاصة بالنسبة للفتيات فميزته الأساسية عندهن أنهن يستطعن القدوم إليه عبر الأزقة الضيقة بالصنادل البلاستيكية وبملابسهن المنزلية اللامتناسقة أوالقديمة، أو المزركشة بأنواع المأكولات وفوق ذلك بأسطلهن المعدنية، لأنهن يعتقدن جازمات بأن الحضارة توجد هناك "شق (بالجيم الجافة) سبيكة" كما أنهن شبه متأكدات أنهن لن يضبطن ،على هذه الحالة المزرية، من لدن زملاء وزميلات الفصل الدراسي فيصبحن مادة دسمة لتهكمهم وتهكمهن.
زيادة على هذه الفضائل الكثيرة التي لاتخفى على كل متحمم ومتحممة هناك اتساعه ،إذ يحتوي على ثلاث غرف كبيرة للغسل؛ الباردة والمتوسطة والحامية،وغرفتان كبيرتان لارتداء الملابس أرضا بعد فرشها بالملابس المتسخة، وفناء واسع زين بقبة مرتفعة ذات نوافذ ملونة تسمح بدخول الضوء وأشعة الشمس مخصص لراحة "السخفانات" وتبادل الحك بين المتحممات اللواتي لا تستطعن تأدية أجرة "الطيابات".وفيه كانت تتم اللقاءات بين الصديقات وتحلو "الشياخات" بين السيدات بدءا بأمورهن الحياتية اليومية العادية إلى أكثرها خصوصية، نشْتَمّ ذلك ،نحن الصغار، عندما تخفت أصواتهن ولانستطيع التقاط ولو كلمة...أوحرف لفهم فحوى الموضوع الغامض ،المثير.
أما" تْحَنْتير" في "لَعْرايْسات" و"لَعْجَايزات" والأساتذة والأستاذات فيتم علانية ودونما تحفظ كبير.ويجنح الأطفال الأكثر براءة للهو والتزحلق في غفلة من الأم الغارقة في الحديث الشهي. أما الصراصير و القملات الشاردات فتجدها متسكعة بين الرزم دون حسيب أورقيب..و دونما خوف أو وجل فلا أحد له الوقت أوالهمة لقتلها.
وميزة أخرى لا تقل أهمية عما ذكرنا، وهي منة تحفظها نساء الطوبة ورجاله للحاج لزعر، رحمه الله، إذ يقال أنه تبرع بالغسل المجاني على الأطفال جميعهم.لعله بعمله الخيري هذا كان يشجعهم على الولادات مادامت "التحميمة" على الأقل"باطل" ...
فجأة تتغير حركة الحمام فالكل واقف ينظر تجاه الباب...
_هل جاءت عروس ما؟
_ لا أظن...وأين الشموع والزغاريد؟
_ علاش الطيابات يْبَانُو يْبَيْنُو حْدَاكَتْهُمْ؟
مافيك فايدة...قلة لبلايص...مشى التبكار باطل ...ماشي كَلتلَكْ بلْقلة سْريرْ؟ ..ياالله ديري
الصابون البلدي لخوك يا العيانة...ديما ساهية...فالحة في فقراية القصص والترفزيون...تفو...
_ لن تكف عن التوبيخ طول النهار.ولاشك ستبلغ الجميع وتصبح فضيحتي على كل لسان.
_المرة الجاية والله مانجيه....تعقب همسا.
آه يا لجمال تلك المرأة سمينة ومذهبة تشبه مولات الحمام ...ولا يصحبها إلا طفل واحد والطيابة تدللها أيما تدليل...لماذا أمي نحيفة ولاتوجد نقطة دم في وجهها؟وليس لها من الذهب إلا تلك القطعة الأثرية التى امحت نقوشها بكثرة ما ارتطمت بالجفنة والقصعة؟ونحن نلتف حولها كما تلتف الشريتلة حول معصم تلك...كانت دائما تردد:
_ نتوما الكنز ديالي...
_ لحسن...طلق السخون...
تسمع هذا الصوت المدوي يشق عباب الحمام بضبابه وضجيجه. يبدأ خافتا ثم يعلو و يعلو ولحسن لا يستجيب، فتبدأ بلعنه وشتمه بكل ما أوتيت من قوة وهي تضرب جدار البرمة الفارغة بسطلها القصديري...
يمينة هذه من "زازويات" حي الطوبة اللواتي يشار إليهن بالبنان...فهي تلبس أغلى أنواع الجينز ...وأجمل الأحذية الرياضية...وشعرها دائمة العناية به.
_ حسابلك تمشي لكوافير؟ هيه...بل تمشطه بالمجان في مدرسة الحلاقة.أما الملابس فهي دائمة التبكار لسوق فلاج الطوبة.وبنت الذين تعرف تختار غي "الماركة".
من يراها داخل الحمام لايراها خارجه.تتحدث بلباقة مفتعلة مع إدخال بعض الألفاظ الغربية أو الأجنبية لاتتعداها "دابا النيت" ناري" "كَلسي" "ميرسي" "داكور" جوستمو" ...
_ وهنا شوفي طالكَا حلاقمها ... أودّي جمعي راسك راحنا فايقين بيك.
_ هنا مكينش لولاد ها ها ها
_ اسكتي تبقى تسمعك تجي تبهذلك وانتي قليلة صحة...
_ جري جري طلكَو الحامي لاحاذر نلحكَو على شي جغمة.
وتبدأ معركة حامية الوطيس والماء الساخن يتدفق فوق الأجساد الغضة...فيبدأ التشنشيف ...وتلوذ الأكثر تحضرا بل جبنا بالفرار...فهي معركة لاينفع معها عقل أو تفلسف.إما السْليتْ أو السْليق...فالقلوب قد بلغت الحناجر بسبب الصهد والتعب والتبركيك وقلة الماء...وعادة لا تنتهي المعركة إلا بتدخل كبيرة الطيابات بما لاحصر له من الشتائم.
هاهو واحد الفاكانسي .بداو يظهرو،ما يخسرو عليه حتى شوية فليتوكس وهما شحال يربحو
فلوس .تجيبها صديقتها بسخرية ومرح:
_ يمكن راهم مربيينو...
ظلت الصديقتان الصباح كله يلعبن بالماء ويتراشقن بالكلمات متناسيات ما ينتظرهن مساء.فالحمام مكان الراحة الفكرية والنفسية تخرج خفيفا نشيطا رغم التعب، خصوصا إذا تلاه "براد" من الشاي بالشيبة مع شي "تَكميشة" . وكأن همومك تنزل مع الأوساخ وتتبخر مع العرق.تدخله شخصا وتخرج منه شخصا آخر.ألم تأته ابنة الجيران رافضة العريس الذي تقدم لها وخرجت منه وقد قبلته.كيف؟الله أعلم.إنه الفعل السحري للحمام.لذلك منتخبونا دائمو التغيير لمواقفهم فهم يسكنون الحمامات.وأي حمامات؟
_ يالله حكي لي ظهري.
_ وخا..واشتَ بغيتي سباكَيتي واللا بركوكش؟
_ حكي وفكري فيما ينتظرك هذا المساء.
_ يجب أن نذهب إلى الثانوية "بالشَّدة " فهي شهادة إثبات بأننا كنا في الحمام.وندعي بأنه كان مزدحما وبأن الماء قد انقطع وأن...وأن ...ولاشك بأننا سنقنع الحارس العام بهذه الحجج الدامغة فلا نضطر لإحضار أولياء أمورنا...
_ فكرة جهنمية...هيا إلى الداخل...
فجأة تلوذان بالصمت،فتنتصبان وتمشيان كجنديين وتراقبان بطرفي عينيهما المرأة الجالسة أقصى اليمين.وعندما تبتعدان بما فيه الكفاية تقولان لاهثتين في الوقت نفسه:
_ أليست هذه الأستاذة ؟هي أيضا تأتي إلى هذا الحمام؟؟هل رأتنا؟ هل سمعتنا؟ هل ستخبر عنا الإدارة؟
_ يبدو أنها لا تشبه صاحبة الحمام.
_ هيا نراقبها.
_ ليس لها سطل نحاسي ولا طاسة نحاسية ولاقرقابة.
_ لاترافقها "الطيابات".
_ يمكن "قرزازة"
_ لقد وضعت "بنوارا" غير مطرز مثل الذي يضعه الرجال.وتركت رأسها عاريا بدون بنيقة.
_ بسّيف قرات فلْخاريجْ.راها الدّير بحال لكَور.
_ ليه لكَور يجيو لَلْحمام؟؟
_ كَلت بحال...
مططت الكلمة الأخيرة وجرت صديقتها إلى الداخل.
تعودنا أن نجد عينة محددة من نسوة الحي أوالأحياء المجاورة التي كنا نعتبرها أقل تحضرا كفلاج النشاط والفيتنام ،فمقياس التحضر كان مدى القرب أوالبعد عن السكة الحديدية.فما كنا نقاسيه من نظرات احتقار من أصحاب الفيلات كنا نمارسه على الأقل منا.فنغلق أنوفنا وهم مارين بجانبنا،وننتراشق بالنظرات ،ونتغامز على طريقة ملابسهم.
_ السروال مع الجّيبة...لعجب
اليوم عندما أصبحت موضة لم تعد عجبا.
تزمجر كبيرة الطيابة في وجوهنا:
_ مصباح ونتوما عاطيينا للعب يلاه غسلو فيسّع وخليو الناس تغسل.
ذهبت زمجرتها مع الريح....فلاأحد اهتم
ـ أوف حتى يوم الأحد تفيقونا قيس النَّبيري...
- تكعدي وبراكا من التنكريش...وغي لقاي بلاصا مسكدة...
قامت متثاقلة...بدون أن تفتح عينيها خوفا على بقية باقية من النوم ظلت مختبئة تحت جفنيها .حملت السطل المعدني الكبير المليء بالكياسات والأمشاط ؛الطويلة والعريضة،والطَّاسات والصابون البلدي والسّترة،والحنة والغاسول... والحجرة والحبل و الحجرة؟ لقد اجتهدت الأم في البحث عن أحسنها إبان رحلة ربيعية ،ولست أدري هل كان الهدف النزهة أم البحث عن الحجرات الخشنة ...؟لا تكف أمي وأغلب النساء اللواتي تعرفهن عن ترديد:إيوا حجة وزيارة. فحجر قرب واد إيسلي من أشهر الأحجار التي تترك الجسم ناعما بعد الفرك والحك الأشبه بعقوبة.فالأطفال جميعهم تراهم فارين من هذا الوحش الذي تحمله الأمهات جميعهن.وطبعا لاينسين الحبل فهو من المعدات الهامة للحمام.ففي حالات الطوارئ يربط جيدا بالسطل من أجل متح الماء من قاع البرمة .
كان صوت الأم مازال يرن في أذنيها:
_اختاري مكانا في الغرفة المتوسطة قرب" البرمة" الباردة.وإن لم تجدي ففوق "سْرير".
إن كنت من ساكني حي الطوبة البراني خاصة فبدون شك فإنك قد فهمت المعنى...لطالما قرعت هذه اللفظة أسماعنا صغيرة .ولن تجد أحدا يرضي فضولك عن أسباب هذه التسمية فلكأنما تسأل عن الغيبيات.
_ سْرير... هو سْرير...تكعدي غسلي المواعين وبراك من اتكعرير.
الآن وبعد أن بلغت من الكبر عتيا،وبعد أن انقرض سْرير وصاحبه وكثير ممن غسلوا فوقه والحمام نفسه. أظن،غير جازمة، أن هذا الاسم جاء من كونه كان مرتفعا قليلا عن باقي الحمام على شكل سرير .تفضلها المتحممات لأنها بعيدة عن المجاري، وشفرات الحلاقة، وقشر البرتقال اللائي يتلذذن بالتهامه وسط ذلك الجو الخانق عندما يردن القيام باستراحة إجبارية.والغريب أنهم تركوا التسمية الدارجة إلى الفصيحة.
_ الله يخليك اعطيني شوية غاسول.
- سمحي لي عندي غير اللي يقدني أنا وبزّي. تقولها بزعاف.فهي تكره هؤلاء الطلاَّبات الفنيانات.تقول لجارتها وهي منهمكة في تمشيط الشعر الطويل لابنتها الصغرى:
- مين كنت نضرب تمارة هي كانت عطيتها لَتْكَسْوِيل.دقي الورد الحر...دقي عود النوار رطبي الغاسول..سيقيه فالسطح قابليه حتى دوخك الشمش...وتجي هي تديه بارد.ها...
تصرخ في وجه ابنتها التي لاتكف عن الأنين:
- اسكتي يا بنت الذين...لو كان عندي زْهر لجلست في "العدَّة" بحال للياتي...هيا قومي لجلب الماء الساخن...لازال إخوتك ينتظرون دورهم...نادي أحدهم ..بسرعة...
عادت مسرعة:
_ راهم عاطيينها لتْزحليق...
_ شفتي لحلالف... حتى
يجيو ...
-------------------------------------
الحلقة الثانية
لحمام لزعر ميزات كثيرة جعلته المفضل عند الكثيرات عن الحمامات الأخرى، مثل حمام الهاشمي وحمام الميلود الموجودان بحي الطوبة "الدَّخلاني".
أولاها أن الأغلبية من الشريحة الاجتماعية نفسها فلا تحسبالدونية عندما يُطّلع على ملابسك الداخلية المرقعة أوالمهترئة وفوطتك الحائلة. ثم قربه،خاصة بالنسبة للفتيات فميزته الأساسية عندهن أنهن يستطعن القدوم إليه عبر الأزقة الضيقة بالصنادل البلاستيكية وبملابسهن المنزلية اللامتناسقة أوالقديمة، أو المزركشة بأنواع المأكولات وفوق ذلك بأسطلهن المعدنية، لأنهن يعتقدن جازمات بأن الحضارة توجد هناك "شق (بالجيم الجافة) سبيكة" كما أنهن شبه متأكدات أنهن لن يضبطن ،على هذه الحالة المزرية، من لدن زملاء وزميلات الفصل الدراسي فيصبحن مادة دسمة لتهكمهم وتهكمهن.
زيادة على هذه الفضائل الكثيرة التي لاتخفى على كل متحمم ومتحممة هناك اتساعه ،إذ يحتوي على ثلاث غرف كبيرة للغسل؛ الباردة والمتوسطة والحامية،وغرفتان كبيرتان لارتداء الملابس أرضا بعد فرشها بالملابس المتسخة، وفناء واسع زين بقبة مرتفعة ذات نوافذ ملونة تسمح بدخول الضوء وأشعة الشمس مخصص لراحة "السخفانات" وتبادل الحك بين المتحممات اللواتي لا تستطعن تأدية أجرة "الطيابات".وفيه كانت تتم اللقاءات بين الصديقات وتحلو "الشياخات" بين السيدات بدءا بأمورهن الحياتية اليومية العادية إلى أكثرها خصوصية، نشْتَمّ ذلك ،نحن الصغار، عندما تخفت أصواتهن ولانستطيع التقاط ولو كلمة...أوحرف لفهم فحوى الموضوع الغامض ،المثير.
أما" تْحَنْتير" في "لَعْرايْسات" و"لَعْجَايزات" والأساتذة والأستاذات فيتم علانية ودونما تحفظ كبير.ويجنح الأطفال الأكثر براءة للهو والتزحلق في غفلة من الأم الغارقة في الحديث الشهي. أما الصراصير و القملات الشاردات فتجدها متسكعة بين الرزم دون حسيب أورقيب..و دونما خوف أو وجل فلا أحد له الوقت أوالهمة لقتلها.
وميزة أخرى لا تقل أهمية عما ذكرنا، وهي منة تحفظها نساء الطوبة ورجاله للحاج لزعر، رحمه الله، إذ يقال أنه تبرع بالغسل المجاني على الأطفال جميعهم.لعله بعمله الخيري هذا كان يشجعهم على الولادات مادامت "التحميمة" على الأقل"باطل" ...
فجأة تتغير حركة الحمام فالكل واقف ينظر تجاه الباب...
_هل جاءت عروس ما؟
_ لا أظن...وأين الشموع والزغاريد؟
_ علاش الطيابات يْبَانُو يْبَيْنُو حْدَاكَتْهُمْ؟
أماكن في القلب والذاكرة :حمام
لزعر الحلقة الثالثة
هاذي ماشي مولات الحمام وبناتها؟
- الله أعلم.المهم ،مايشبهولناش...
_ هاذو هما النساء ...
فعلا ،فكبراهن ولعلها أمهن أوخالتهن، كانت فارعة الطول شديدة البياض، يدل اكتنازها على النعم التي تتمرغ فيها...يمتلئ معصماها بالشراتل والدمالج ويزين جيدها السلاسل الغليظة ...أما الخواتم فحدث ولاحرج...
_ يقولون عندها "قردية" ذهب...المضمة والخلاخل و...و...
_ الله يعطينا مثلما أعطاها
تلف الجسم البض بسترة وردية اللون مطرزة الحواشي بـ"البرودي" والتكرار وتنتعل "قرقابة" خشبية من اللون نفسه.وتحمل إحدى المتملقات "سطلها" النحاسي الذي أصبح اليوم يستعمل ديكورا في المنازل الفخمة. وتسارع بقية الطيابات إلى "العدَّة" فيصببن الماء الساخن على الأرضية ويفرشن الزربية الجلدية ويملأن "القباب" الخشبية ثم يحملن السترة والقرقابة إلى الخارج حتى لا يتبللا ...ثم يدلكن جسمها بالحناء المخلوطة بالصابون البلدي يفعلن كل ذلك بخفة ونشاط زائدين فهي ولية نعمتهن.وأية نعمة؟
_ وتقولين ...انتهت العبودية من البلاد...لا يا صديقتي عليك بزيارة الحمام.
هذه الصور وغيرها كلها مرت بذهني،في المسافة القصيرة بين الحمام والبيت،بعضها كالحلم ...و أكثرها كالكوابيس خاصة الهم الثقيل الذي أبتلى به كل نصف شهر وهو "القبض" على المكان المناسب للأم ...وصلت إلى باب الحمام . ولم أدر كيف وصلت ولم أفكر في ذلك ألم آت على جناح الحلم؟
المبكرات كن ينتظرن خروج الرجال وهن يجلسن في اصطبارعلى مصطبات الدّكانية التي توجد عادة في مداخل الحمامات والمنازل التقليدية. ذلك بأنه شُيد أوحُووِلَ تشييده على الطراز المغربي الأندلسي الأصيل.
أتيت بملابس النوم المكمشة وبالشعر المنفوش ...وبالعيون المعمشة...ولم أنتبه لحالي إلا عندما كانت ترمقني إحداهن بنظرات شزراء...فلم أحس إلا وأنا أجمع رجليَّ في محاولة بئيسة لإخفاء النعل البلاستيكي المتآكل وأضع يديّ على شعري لعلي أجمع بعض تشعته...
قالت لي صديقتي في القسم بعد أن حكيت لها الموقف:
_ كَاع ما تعقدكش.مَّا هي لو كان شفتي فين ساكنين؟؟على حافة الواد.الزلط واتْفَحْشِيشْ.
تهمس إحدى المنتظرات :
_كم بقي من رجل في الداخل؟
_يقولون واحد فقط....
تعقب أخرى متأففة وهي تلوي فمها :
_ واحد......؟
_سكوت.أحدهم خارج....
خرج متلفعا بالفوطة التي أخفت كل رأسه.حياء؟ربما...وهو الذي يظل متحرشا بالفتيات بجانب الثانوية...تعالت بعض التعليقات الخافتة من هنا وهناك...
_ حياء القابلة.
_ظاهرة على الطاهرة..
- الله أعلم.المهم ،مايشبهولناش...
_ هاذو هما النساء ...
فعلا ،فكبراهن ولعلها أمهن أوخالتهن، كانت فارعة الطول شديدة البياض، يدل اكتنازها على النعم التي تتمرغ فيها...يمتلئ معصماها بالشراتل والدمالج ويزين جيدها السلاسل الغليظة ...أما الخواتم فحدث ولاحرج...
_ يقولون عندها "قردية" ذهب...المضمة والخلاخل و...و...
_ الله يعطينا مثلما أعطاها
تلف الجسم البض بسترة وردية اللون مطرزة الحواشي بـ"البرودي" والتكرار وتنتعل "قرقابة" خشبية من اللون نفسه.وتحمل إحدى المتملقات "سطلها" النحاسي الذي أصبح اليوم يستعمل ديكورا في المنازل الفخمة. وتسارع بقية الطيابات إلى "العدَّة" فيصببن الماء الساخن على الأرضية ويفرشن الزربية الجلدية ويملأن "القباب" الخشبية ثم يحملن السترة والقرقابة إلى الخارج حتى لا يتبللا ...ثم يدلكن جسمها بالحناء المخلوطة بالصابون البلدي يفعلن كل ذلك بخفة ونشاط زائدين فهي ولية نعمتهن.وأية نعمة؟
_ وتقولين ...انتهت العبودية من البلاد...لا يا صديقتي عليك بزيارة الحمام.
هذه الصور وغيرها كلها مرت بذهني،في المسافة القصيرة بين الحمام والبيت،بعضها كالحلم ...و أكثرها كالكوابيس خاصة الهم الثقيل الذي أبتلى به كل نصف شهر وهو "القبض" على المكان المناسب للأم ...وصلت إلى باب الحمام . ولم أدر كيف وصلت ولم أفكر في ذلك ألم آت على جناح الحلم؟
المبكرات كن ينتظرن خروج الرجال وهن يجلسن في اصطبارعلى مصطبات الدّكانية التي توجد عادة في مداخل الحمامات والمنازل التقليدية. ذلك بأنه شُيد أوحُووِلَ تشييده على الطراز المغربي الأندلسي الأصيل.
أتيت بملابس النوم المكمشة وبالشعر المنفوش ...وبالعيون المعمشة...ولم أنتبه لحالي إلا عندما كانت ترمقني إحداهن بنظرات شزراء...فلم أحس إلا وأنا أجمع رجليَّ في محاولة بئيسة لإخفاء النعل البلاستيكي المتآكل وأضع يديّ على شعري لعلي أجمع بعض تشعته...
قالت لي صديقتي في القسم بعد أن حكيت لها الموقف:
_ كَاع ما تعقدكش.مَّا هي لو كان شفتي فين ساكنين؟؟على حافة الواد.الزلط واتْفَحْشِيشْ.
تهمس إحدى المنتظرات :
_كم بقي من رجل في الداخل؟
_يقولون واحد فقط....
تعقب أخرى متأففة وهي تلوي فمها :
_ واحد......؟
_سكوت.أحدهم خارج....
خرج متلفعا بالفوطة التي أخفت كل رأسه.حياء؟ربما...وهو الذي يظل متحرشا بالفتيات بجانب الثانوية...تعالت بعض التعليقات الخافتة من هنا وهناك...
_ حياء القابلة.
_ظاهرة على الطاهرة..
أماكن في القلب والذاكرة :حمام
لزعر الحلقة الرابعة
كان الموقف يستلزم القوة واليقظة والجرأة وأحيانا كثيرة
الوقاحة...وهي صفات كلها لاتتمتع
بها صاحبتنا...ولست أدري
لماذا كانت الأم تصر على إرسالها إلى هذه المعركة المعروفة النتائج مسبقا ؟
فجأة ،بعد أن امتلأت بوابة الحمام عن آخرها ...انتفضت المبكرات الواقفات في الصف
الأمامي عن جدارة وقد زاحمتهن بعض من تسرقن الدور،وأخذ الجميع في العدو الجنوني.لم
تفلح يد الصراف في ردهن.وقبل أن يلتقطن أنفاسهن تُسمع صرخة مدوية من أعماق الحمام
ثم صرختين ثم تتعالى الصرخات.تمر كل المناظر المرعبة بأذهان المتخلفات عن الركب:
_عفريت؟؟...عْمارة الحمام....؟؟؟؟؟؟؟
فيعدن كقطيع أدراجهن بالسرعة الجنونية نفسها، وتنتهز الفرصة بعضهن للتقدم نحو الصفوف الأمامية فتبدأ معركة كلامية التي تتطور في سرعة قياسية لمباراة في المصارعة و"التشنشيف."
يبدأ مبارك ولحسن بالسخرية والضحك المرتفع تاركين الفرصة لأسنانهما الذهبية والفضية في البريق، وهما يمتعان النظر في الأجساد الغضة المتلاطمة.لا يخفى لؤمهما على الصديقتين فتقول الواحدة للأخرى:
_ مّا على ضحكة!
_وزايدينها مْدَخْلِين الضّو...
_ شششش ...وقيل سمعونا.
_يْنَدْبُوا....
وبعد مدة يصيح لحسن:
_ آن…دو…تروا….أطاااااااك
ويبدأ الجري من جديد بشراسة وضراوة أكثر من سابقتها…تأكل فيها " الرّكبياتُ قليلاتِ الصحة" لا أحد يبالي بمن تخاف من التزحلق بسبب لزوجة الأرضية …ولا أحد يبالي بمن تزحلقت فعلا…وتبقى صاحبتنا في حيرة من أمرها لاصحة لها ولاعزم للحاق بهاذ الغولات وكلما تتجه إلى مكان تجد إحداهن فارقة رجليها عن آخرهما علامة استيلائها على المكان…ولا من رحيمة...ويلاه... ذهب التبكار باطل.
_عفريت؟؟...عْمارة الحمام....؟؟؟؟؟؟؟
فيعدن كقطيع أدراجهن بالسرعة الجنونية نفسها، وتنتهز الفرصة بعضهن للتقدم نحو الصفوف الأمامية فتبدأ معركة كلامية التي تتطور في سرعة قياسية لمباراة في المصارعة و"التشنشيف."
يبدأ مبارك ولحسن بالسخرية والضحك المرتفع تاركين الفرصة لأسنانهما الذهبية والفضية في البريق، وهما يمتعان النظر في الأجساد الغضة المتلاطمة.لا يخفى لؤمهما على الصديقتين فتقول الواحدة للأخرى:
_ مّا على ضحكة!
_وزايدينها مْدَخْلِين الضّو...
_ شششش ...وقيل سمعونا.
_يْنَدْبُوا....
وبعد مدة يصيح لحسن:
_ آن…دو…تروا….أطاااااااك
ويبدأ الجري من جديد بشراسة وضراوة أكثر من سابقتها…تأكل فيها " الرّكبياتُ قليلاتِ الصحة" لا أحد يبالي بمن تخاف من التزحلق بسبب لزوجة الأرضية …ولا أحد يبالي بمن تزحلقت فعلا…وتبقى صاحبتنا في حيرة من أمرها لاصحة لها ولاعزم للحاق بهاذ الغولات وكلما تتجه إلى مكان تجد إحداهن فارقة رجليها عن آخرهما علامة استيلائها على المكان…ولا من رحيمة...ويلاه... ذهب التبكار باطل.
أماكن في القلب والذاكرة :حمام
لزعر الحلقة الخامسة
مافيك فايدة...قلة لبلايص...مشى التبكار باطل ...ماشي كَلتلَكْ بلْقلة سْريرْ؟ ..ياالله ديري
الصابون البلدي لخوك يا العيانة...ديما ساهية...فالحة في فقراية القصص والترفزيون...تفو...
_ لن تكف عن التوبيخ طول النهار.ولاشك ستبلغ الجميع وتصبح فضيحتي على كل لسان.
_المرة الجاية والله مانجيه....تعقب همسا.
آه يا لجمال تلك المرأة سمينة ومذهبة تشبه مولات الحمام ...ولا يصحبها إلا طفل واحد والطيابة تدللها أيما تدليل...لماذا أمي نحيفة ولاتوجد نقطة دم في وجهها؟وليس لها من الذهب إلا تلك القطعة الأثرية التى امحت نقوشها بكثرة ما ارتطمت بالجفنة والقصعة؟ونحن نلتف حولها كما تلتف الشريتلة حول معصم تلك...كانت دائما تردد:
_ نتوما الكنز ديالي...
_ لحسن...طلق السخون...
تسمع هذا الصوت المدوي يشق عباب الحمام بضبابه وضجيجه. يبدأ خافتا ثم يعلو و يعلو ولحسن لا يستجيب، فتبدأ بلعنه وشتمه بكل ما أوتيت من قوة وهي تضرب جدار البرمة الفارغة بسطلها القصديري...
يمينة هذه من "زازويات" حي الطوبة اللواتي يشار إليهن بالبنان...فهي تلبس أغلى أنواع الجينز ...وأجمل الأحذية الرياضية...وشعرها دائمة العناية به.
_ حسابلك تمشي لكوافير؟ هيه...بل تمشطه بالمجان في مدرسة الحلاقة.أما الملابس فهي دائمة التبكار لسوق فلاج الطوبة.وبنت الذين تعرف تختار غي "الماركة".
من يراها داخل الحمام لايراها خارجه.تتحدث بلباقة مفتعلة مع إدخال بعض الألفاظ الغربية أو الأجنبية لاتتعداها "دابا النيت" ناري" "كَلسي" "ميرسي" "داكور" جوستمو" ...
_ وهنا شوفي طالكَا حلاقمها ... أودّي جمعي راسك راحنا فايقين بيك.
_ هنا مكينش لولاد ها ها ها
_ اسكتي تبقى تسمعك تجي تبهذلك وانتي قليلة صحة...
_ جري جري طلكَو الحامي لاحاذر نلحكَو على شي جغمة.
وتبدأ معركة حامية الوطيس والماء الساخن يتدفق فوق الأجساد الغضة...فيبدأ التشنشيف ...وتلوذ الأكثر تحضرا بل جبنا بالفرار...فهي معركة لاينفع معها عقل أو تفلسف.إما السْليتْ أو السْليق...فالقلوب قد بلغت الحناجر بسبب الصهد والتعب والتبركيك وقلة الماء...وعادة لا تنتهي المعركة إلا بتدخل كبيرة الطيابات بما لاحصر له من الشتائم.
أماكن في القلب والذاكرة:حمام
لزعر الحلقة السادسة
هاهو واحد الفاكانسي .بداو يظهرو،ما يخسرو عليه حتى شوية فليتوكس وهما شحال يربحو
فلوس .تجيبها صديقتها بسخرية ومرح:
_ يمكن راهم مربيينو...
ظلت الصديقتان الصباح كله يلعبن بالماء ويتراشقن بالكلمات متناسيات ما ينتظرهن مساء.فالحمام مكان الراحة الفكرية والنفسية تخرج خفيفا نشيطا رغم التعب، خصوصا إذا تلاه "براد" من الشاي بالشيبة مع شي "تَكميشة" . وكأن همومك تنزل مع الأوساخ وتتبخر مع العرق.تدخله شخصا وتخرج منه شخصا آخر.ألم تأته ابنة الجيران رافضة العريس الذي تقدم لها وخرجت منه وقد قبلته.كيف؟الله أعلم.إنه الفعل السحري للحمام.لذلك منتخبونا دائمو التغيير لمواقفهم فهم يسكنون الحمامات.وأي حمامات؟
_ يالله حكي لي ظهري.
_ وخا..واشتَ بغيتي سباكَيتي واللا بركوكش؟
_ حكي وفكري فيما ينتظرك هذا المساء.
_ يجب أن نذهب إلى الثانوية "بالشَّدة " فهي شهادة إثبات بأننا كنا في الحمام.وندعي بأنه كان مزدحما وبأن الماء قد انقطع وأن...وأن ...ولاشك بأننا سنقنع الحارس العام بهذه الحجج الدامغة فلا نضطر لإحضار أولياء أمورنا...
_ فكرة جهنمية...هيا إلى الداخل...
فجأة تلوذان بالصمت،فتنتصبان وتمشيان كجنديين وتراقبان بطرفي عينيهما المرأة الجالسة أقصى اليمين.وعندما تبتعدان بما فيه الكفاية تقولان لاهثتين في الوقت نفسه:
_ أليست هذه الأستاذة ؟هي أيضا تأتي إلى هذا الحمام؟؟هل رأتنا؟ هل سمعتنا؟ هل ستخبر عنا الإدارة؟
_ يبدو أنها لا تشبه صاحبة الحمام.
_ هيا نراقبها.
_ ليس لها سطل نحاسي ولا طاسة نحاسية ولاقرقابة.
_ لاترافقها "الطيابات".
_ يمكن "قرزازة"
_ لقد وضعت "بنوارا" غير مطرز مثل الذي يضعه الرجال.وتركت رأسها عاريا بدون بنيقة.
_ بسّيف قرات فلْخاريجْ.راها الدّير بحال لكَور.
_ ليه لكَور يجيو لَلْحمام؟؟
_ كَلت بحال...
مططت الكلمة الأخيرة وجرت صديقتها إلى الداخل.
تعودنا أن نجد عينة محددة من نسوة الحي أوالأحياء المجاورة التي كنا نعتبرها أقل تحضرا كفلاج النشاط والفيتنام ،فمقياس التحضر كان مدى القرب أوالبعد عن السكة الحديدية.فما كنا نقاسيه من نظرات احتقار من أصحاب الفيلات كنا نمارسه على الأقل منا.فنغلق أنوفنا وهم مارين بجانبنا،وننتراشق بالنظرات ،ونتغامز على طريقة ملابسهم.
_ السروال مع الجّيبة...لعجب
اليوم عندما أصبحت موضة لم تعد عجبا.
تزمجر كبيرة الطيابة في وجوهنا:
_ مصباح ونتوما عاطيينا للعب يلاه غسلو فيسّع وخليو الناس تغسل.
ذهبت زمجرتها مع الريح....فلاأحد اهتم
أماكن في القلب والذاكرة :حمام
لزعر الحلقة السابعة
.... شوفي هذاك الولد...راه عاطيها لتبركيك في النسا.
_كَالك صغير؟؟ -وهو يمكن يزوجوه
_كَالك صغير؟؟ -وهو يمكن يزوجوه
العام
الجاي....
من عادة النسوة اصطحاب أبنائهن الذكور إلى الحمام والادعاء ،كما في الحافلة،بأنهم لم يتجاوزوا الثلاث أوالأربع سنوات بالرغم من أنهم قد تجاوزوا أطوال أمهاتهم.وعندما تذكر هذه الملاحظة ترددن بكل اعتزاز:
_ غي فَايخْ مسكين...ترد صاحبة الصندوق،وهي منشغلة بالحديث مع امرأة أخرى:
_ هاط الشّي بزاف على لفياخة...المهم المرة الجاية ما تجيبيهش معاك .هاذا خصو يمشي معا البَّاه.
_ المرة الجاية يحن الله.
ولكن المرة القادمة لا تأتي إلا بعد ثلاث أو أربع سنوات
وتعود إلى حديثها الأول دون أن تسمع الرد:
_ المهم،ماهي حصتي؟؟أنا التي سوف أبيع وأتعب في لإقناع النسوة بالشراء.عشرة دراهم في القطعة الواحدة.أواذهبي إلى حمام آخر أو إلى السوق ....
_ يالله غي 150 دورو .
حتى 50دورو كلام...
_ إيوا غي تهلاي،غي باش نشري دوا ديال الطونسيو...
_ يا الله جيبيهم.غي شفيتيني.
تعطيها رزمة تفتحها لتجد فيها سراول وقمصان صوفية وبعض الشّدات.
_ والكياسات ما جبتيش هما اللي مطلوبين..
_ المرة الجاية إن شاء الله...
ترد وهي خارجة من الحمام في انكسار وهي تهمس:
_ تفو شحال طماعة...
تنظم صاحبة الصندوق البضاعة الجديدة دون خلطها مع القديمة.وكأنها صاحب دكان حقيقي.ومن حين لآخر تراقب متاع المتحممات المدفوع الثمن .وتأمر الطيابات بنتظيف الأرضية وتهييئ الطعام أوتسخينه.فقد قسمت المهام بينهن تقسيما عادلا وصارما.ثلاث في الداخل ومثلهن في الخارج ويتبادلن الأدوار كل يوم .اللواتي في الداخل يعتنين بمرتادات العدة وتنظيف الحجرات والمراحيض الداخلية ومراقبة المسرفات في صب المياه.واللواتي في الخارج تمن عليهن بعد نزع الملابس خاصة أيام البرد. فينظفن الغرف الخارجية والبهوويعددن الشاي و الطعام ويخرجن للسخرة ،وأحيانا تناديهن صاحبة الحمام لمساعدتها في الأشغال المنزليةكما أنهن يوقدن المجمر ويبخرن الحمام بالعرعار حتى لاتقوم النزاعات فـ "مع العرعار ما يبقى عار".ولهن صندوق مشترك لايفتح إلا مساء أو مرة في الأسبوع حسب الاتفاق..( يتبع إن شاء الله)
من عادة النسوة اصطحاب أبنائهن الذكور إلى الحمام والادعاء ،كما في الحافلة،بأنهم لم يتجاوزوا الثلاث أوالأربع سنوات بالرغم من أنهم قد تجاوزوا أطوال أمهاتهم.وعندما تذكر هذه الملاحظة ترددن بكل اعتزاز:
_ غي فَايخْ مسكين...ترد صاحبة الصندوق،وهي منشغلة بالحديث مع امرأة أخرى:
_ هاط الشّي بزاف على لفياخة...المهم المرة الجاية ما تجيبيهش معاك .هاذا خصو يمشي معا البَّاه.
_ المرة الجاية يحن الله.
ولكن المرة القادمة لا تأتي إلا بعد ثلاث أو أربع سنوات
وتعود إلى حديثها الأول دون أن تسمع الرد:
_ المهم،ماهي حصتي؟؟أنا التي سوف أبيع وأتعب في لإقناع النسوة بالشراء.عشرة دراهم في القطعة الواحدة.أواذهبي إلى حمام آخر أو إلى السوق ....
_ يالله غي 150 دورو .
حتى 50دورو كلام...
_ إيوا غي تهلاي،غي باش نشري دوا ديال الطونسيو...
_ يا الله جيبيهم.غي شفيتيني.
تعطيها رزمة تفتحها لتجد فيها سراول وقمصان صوفية وبعض الشّدات.
_ والكياسات ما جبتيش هما اللي مطلوبين..
_ المرة الجاية إن شاء الله...
ترد وهي خارجة من الحمام في انكسار وهي تهمس:
_ تفو شحال طماعة...
تنظم صاحبة الصندوق البضاعة الجديدة دون خلطها مع القديمة.وكأنها صاحب دكان حقيقي.ومن حين لآخر تراقب متاع المتحممات المدفوع الثمن .وتأمر الطيابات بنتظيف الأرضية وتهييئ الطعام أوتسخينه.فقد قسمت المهام بينهن تقسيما عادلا وصارما.ثلاث في الداخل ومثلهن في الخارج ويتبادلن الأدوار كل يوم .اللواتي في الداخل يعتنين بمرتادات العدة وتنظيف الحجرات والمراحيض الداخلية ومراقبة المسرفات في صب المياه.واللواتي في الخارج تمن عليهن بعد نزع الملابس خاصة أيام البرد. فينظفن الغرف الخارجية والبهوويعددن الشاي و الطعام ويخرجن للسخرة ،وأحيانا تناديهن صاحبة الحمام لمساعدتها في الأشغال المنزليةكما أنهن يوقدن المجمر ويبخرن الحمام بالعرعار حتى لاتقوم النزاعات فـ "مع العرعار ما يبقى عار".ولهن صندوق مشترك لايفتح إلا مساء أو مرة في الأسبوع حسب الاتفاق..( يتبع إن شاء الله)