الجمعة، 23 نوفمبر 2012

من تحت الأنقاض ،/بقلم البتول محجوبي


 من تحت الأنقاض

بقلم البتول محجوبي
 
من بين أشلائي رأيتك تبسمين
وتصارعين الموت دهرا
منه لا تتألمينْ
..أترى رحلت
بيني.. وبيني
وأنت تطالعينْ..
وجهي
وأنغام الطفولةِ ِ
رنة الضحكاتِ
حين كنت تلاعبيني؟
والموت يرسم في حناياك الفناءَ
وترسمين بدمعك الفياضِ
عمرا لي... وبؤساً
في خلايا الشاهدينْ
وسوارك المنسوج من ثمر الكروم
وخضرة الزيتون
والبدر ينفث فيه لون البرتقالْ
قد غاب عنه النور
وانثالت مدامعهُ
فهل تتدكرين ْ؟
والزعترُ البلدي يصرخُ
يا ابن شاطئنا تعالْ
فالأرض تبكي
والسماء بكت وجف الدمع منها
والكل قد يئس انتظاراً
للجحافل... والفيالق
والسرايا..
يا ابن الفاتحينَ
الثابتين لدى المعارك والنزال.ْ
يا ابن الثكالى والأرامل واليتامى
بكت النساء وقتل الأطفالُ
واعتقل الرجالْ
فيا ابن شاطئنا تعالْ
القدس تنتظر الرجالْ
الثأر يأخده الرجالْ
العز يصنع بالقواعدِ
والسواعدِ
لا الجدالْ
المجد يبنيه الرجالْ.
يا ابن السادةِ العظماءِ
إن الزعتَرَ البلدي يبكي
أمه الثكلى
وإخوتًه اليتامى
يبكيك يا ابن الفاتح العربي
يا نجل الجبالْ.
قل لهم إن الطليعة سوف تأتي
عن قريب
تحمل الرايات.. تزهو بانتصارْ:
نحن الذين قتلتمونا وانتصرتم
سوف نصعد من رماد الموت
من رحم السنينْ
نحن الذين دفنتمونا وانصرفتم
من عمق الغياهب قادمونْ
آتون يا شعب المحافلِ،
والمراقصِ
والغواني..
راجعونْ.
أنا والزعترَ البلديَ أهتفُ:
أدركوها
كيف لي أن أحمل الراياتِ وحدي
كيف لي أن أهزم الطغيانَ وحدي
كيف لي أن أعبرَ البحر العميقَ
أقتحمَ العبابَ
وأهزمَ الأمواجَ وحدي
لكن أحبكْ ..
أحبكِ في سطور قصائدي
وأوراق اعتمادي
وشوق العائدينْ
أحبك حين بوح المبدعينْ
أنت أنا ...أنا أنت
من قال أن الخل يهجر خله طوعاً
يودعه بلا دمعٍ
يسير بلا رجوع ٍ
يا أنا ..
من قال إن الورد يهرب من حقوله
يا أنا..
من قال إن الحر يذهل عن أصوله
يا أنا..
فلقد رموني من وراء دموعنا
وإليك يحرقني الحنينْ
لكني أبي لن ألينْ
سأنسج من دمي سفرا إليك
ولا أعود حتى تطلعينْ
حلوةَ القسمات
غراءَ الجبينْ
ويعود كل اللاجئين هناكَ
كل المبعدينْ
ولسوف أعزف حينذاك
وتنشدينْ
الثأر يأخذه الرجالْ
العز يصنع بالقواعد
والسواعد
لا الجدالْ
المجد يبنيه الرجال

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best Buy Coupons تعريب : ق,ب,م